عرض مشاركة واحدة
قديم 21/01/2008, 08:55 PM   #10
مياسم
ابنة المطـر ..
 
الصورة الرمزية مياسم
افتراضي ملامحٌ مُغيّبَــة .،




إلهي كيفَ أبدُو ؟ لستُ حزِينَة .. لكني لا أُفكّرُ تماماً .. ،
أجهلُ كيفَ الوُصول .. أجهلُ متى أستريحَ من وُعثَاءِ السفر .. ،
لم أُحرِز شيئاً .. ظللتُ لأيّامٍ طويلَة خاليَة من الجمِيع .. ،
و لم أحصُل على أحَد ، لم أفقِد الإحسَاس المرير الذي انتَابني لِفتراتٍ طويلَة ،
هل أُشبهُ الضيَاعَ في شيْ ؟
إني أُحاوِلُ أن أجدَ مفقُوداتي بِسُرعَة ،
ألاّ أفقِد ما في يديّ الآن .. هل هذا مُستحِيل ؟
أُهملُ أشيائي التي كانتْ في أوَانٍ ماضٍ .. من الضّرُوراتْ التي لا غِنى عنهَا ،
مرحلَة شُعوريّة ، لا تفسيرَ لها ، ما أن ألتقِي أحدٌ منهُم .. حتى يُسارع في توبيخي ..
أعلمُ يا أصدِقاءْ أني لستُ بِ الطبيعيّة أبداً .. ، لكن قُدرتي هذه الأيّام لن تتجاوزَ أفعالي التافهة ..
أخافُ عليّ مني .. ، أن ينسحِبَ جُزءٌ مني وَ لا يعُود .. ،
أن يموت حيٌّ في داخِلي .. و لا يبعثُهُ الحنين من جدِيد .. ،
أن أستوعِبَ ذاتي ، أجمع شتاتِي .. و أعُود لألقَاني معَ نفسي ، و لا سِواها ..
اعتدتُ البوحَ لِنفسي فيما خَلى ، لأني خشيتُ أن أختنِق فيما لو لمْ أفعَلْ ،
في داخلي رغبةٌ عميقَة في التحدّث إلى أحدْ ، في سردِ حكايَاتي وَ التعبْ .. ،
أحتاجُ أن أُسرفَ في الحدِيث عن التفكيرِ الذي يقتُلني ، عنِ الحِيلِ الكثيرة التي باءتْ بِ الفشَلْ !
في أن أدعُو على الأعيُن التي تتربصْ بي .. في أن أشتُمَ قناعِ الصدقِ الذي سَقط ،
ولا أعلمْ ... !
حينَ يأتي العام الجديد .. هل عليهِ أن يغشّ ، أنْ يبخس .. ؟
لمَ لا يُعطِينَا صحائفَ جديدَة ؟ لمَ لا يبدأ معنَا من الصفر ، كَـ الفُصُولِ الدراسيّة مثلاً !
إنها فِكرة جيّدة لتحسينِ الوَضع ، لإعَادة ترمِيم البِناءِ المُتهالكِ من أعوامٍ مضَتْ ..
جميلٌ جدّاً لو يجعلنَا نُفكّر كَـ مواليدَ جُدد ..
بدلاً من أن نتخبط و نُجرجِر خلفَنا إحباطات العشْرين عاماً .. وَ كأنها لنْ تنتهي .. ،
لا بَأسْ ! تبدُو الأشياءُ كأنما ارتدتْ ألفَ لون ، و لها ألفُ مسمىً .. ،
لا شيَ يبدُو على حقيقتِهِ إطلاقاً .. ،
المطرْ وحدهُ الذي يعلمْ حاجتي في الاغتسَالِ تحتِه .. يومَ أمس : ظلّ مُعلقاً في السماءْ ، ..
معَ أنّ البرقَ و الرعد ظلاّ يُلوّحانِ إليّ طيلَة المسَاءْ .. ،
تساقطَ دمعِي .. و اكتفيتُ بأنْ أستلقِِي على الرّملْ و أُغمضَ عينَاي ، ريثَما تهبُني السماءُ غسُولاً !
أعلمُ جيداً أنّ الأقدارَ لا تمنحُني ما أُريدُهُ دائماً .. ،
وَ أني مُترفَةٌ بِ العافيَة ،
وَ صوتُ الرِضى يرتعدُ في أوصَالي مع كلّ صَباحْ .. ،
لكنّ أصدقَائي سَ يمُوتُون ..
............ سَ يمُوتون .. ، و أنا لا أفعلُ شيئاً .. !

..
توقيع :  مياسم

 


إنْ مررتَ قرِيباً من هُنا ، فاقرأْ على شَاهِدة مَوتِيْ :
ميَاسِمٌ لا تنسَى يوماً فيهِ رُوِّيَت بِالمطَرْ .

مياسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس