[ج ـنة الروح]

آل المطر أفتقد الهطول بينكم

.
.








ذات مساء بائس .. كـ 23سنة بائسة مضت
ذات حرف .. اقتلعنى من بطن الأرض التى تمشى عليها..
ذات أمنية .. تسربت من بين سطورنا.. وقتلتك ..
وقتلتنى ..
وشردت أحلامنا .. دون رحمة ..



لازلتــ أسأل بياض أوراقى
ممنوعةٌ أنا ..منك !؟


ممنوعةٌ أن أبقيك بقصيدتى طالما حييت
أن ألبسك ثوب عشقى كل صباح
وأودعك بقبلة أوصيك فيها ألا تنسانى


ممنوعةٌ أن أحلمك .. وأكتبك .. وأفطرك .. وأشربك ..
أن أبدأ بك .. وأنتهى بك ..
أن أحكيك لكل من صادفتهم ..
وأقرأك فى عيونهم
وأسمعك فى دعواتهم لنا بقاءً..



ممنوعةٌ .. أن أطعمك بيدى ..
وأسقيك بيدى .. وأنثر عطرك بيدى ..
وأرتب ملابسك بيدى .. وألبسك حذاءك بيدى ..
وأخلع عنك التعب بيدى ..
وإذا غفوت فرشت عليك غطاء يدى ..
وإذا حلمت أسهر على حياكة حلمك بيدى حتى ترضى ..


مجبرة إذا رأيتك فى الطريق أن أغير مسار أقدامى
وأن ألبس سواد نظارتى خوفاً أن ترى عينى المتعلقة بك
وأنشغل بصديقاتى عنك وأنا كلى معك ..


رغم أنى حاولت التوبة ..
إلا أنى ما زلت أعانى من مرضى فيك ..
ما زلت أتجرع فشلى فى هروبى منك ..
مازلت أروض حلمى كى لا يحلق فيك ..


رغم أنى حاولت التوبة
إلا أنى مازلت أرتدى لك عرس قلمى وأنتظرك بلا ملل
وأنى أتعبت البريد بخطاباتى إليك التى يقتلها الفشل
وأنى مزقتُ طريقى إليك ذهاباً وإياباً دون أمل


أقسم أنى استغفرتُ زمناً فيك
وتصدقت بح ـرفى ..
صياماً .. وقياماً ..
وبكاءً ..
ولم يُغفر لى ..


حاولتُ مِراراً أن أكتبك فراقاً
ولكنك تأتي رغماً عنى عناقاً
وحاولت أن أكتبك كُفراً ساخطاً عليك
ولكنك تأتى إيماناً خالصاً لا يرتد


كيف أمزق سيجارة لهفتى عليك
وأسحقها بحذاء نسيانى


وكيف أرتمى على قدرٍ لا يأتى بك
وأبتر فيك أيامى الحزينة


كيف يا أنتـ
اشفينى منك وأنت كـ (إسرائيل) تستوطن أجزائى دون رحمة ..
وتمضى بابتسامة عاقر لا تلدنى


حتى أدوية الانفصام التى كُنت أنسى معها ثلاث أحرفى
وكل الأشياء ..
وكل الشخصيات..
كانت تُمحى بعنف
إلاك أنت ..
وكأنه
لم تُنجب الأنوثة سواك
ولم تُرزق الرجولة بسواى


أخبرنى كيف أشنق فيك أحلاما صغيرة مثلى
كيف يكون مذاق الحلوى من بعدك
كيف أبنى بيتًا من مكعبات ابتساماتك
وقد حفرتُ رحيلك على وجة قدرى


أخبرنى كيف أمزق صورتى معك
وإن لم أستطع كيف أمحوك منها
وإن لم أستطع كيف أمحونى منها
وإن لم أستطع كيف بالله عليك أصنع أخرى مع غيرك ..؟


أخبرنى كيف أرتدى فستان عرسى وبياضى فى غيابك متسخ
وكيف أنجب ملائكة صغارا وعقم حلمى فى غيابك انتصر؟
كيف أشطبك من كراستى ومن جدران غرفتى
كيف أكسر كرسى انتظارى لك .. وأفتت أحلامى الباقية ؟



كيف أغير بطاقة هويتى ..واسمى لا يعرف إلا صوتك
وعمرى لا يحصى إلا بك ومنك ولك
وأنوثتى لا تُعرف إلا فى حضور سموك
وجنسيتى لا تعرف إلا وطنك



.




ياوجع الحلم المسروق من أيام إشراقى
ياصمت الكلمة المشنوق على باب اتصاراتى
يا رجلى الوحيد .. وحبى الوحيد ..وحلمى الوحيد ..
ياويح صباحى المجروح حين يصحو على غيابك
ياويح مسائى المقتول حين يغفو دون احتوائك
ياويح قصتنا الحزينة .. حين يُكتب فى آخر سطورها
" وهكذا افترق الحبيبان .. ولم ينجبا بنين وبنات "







لـ قلوبكـ م الورد

.

.

.

ج ـنة



7/2/2010