عرض مشاركة واحدة
قديم 10/10/2009, 01:47 AM   #10
علي عمر الفسي
كـاتب
 
الصورة الرمزية علي عمر الفسي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعد الحمري مشاهدة المشاركة


الرائعين آل المطر اجمعين لسهول تصفح البراح فإننا ومند هده الدراسة سنقوم بإنزال كل شاعر وأديب ومبدع فى دراسة مستقله تنتمى للبراح الرئيس:
دعوة لبراح نقدي لنا جميعا , هاتوا أيديكم

كونو بالقرب دائما فهدا البراح منكم واليكم ولايكتمل الا بكم وبنقاشاتكم وحواراتكم

يدى امدها للجميع ليكونوا لى عونا

والله المستعان

ايها الاعزاء

تعمد الكتابة الى تفريغ الشحنات ذلك ادعى لوجودها فهى المنفس وهى لحظة الانبلاج الصادقة التى من خلالها يواجه المبدع ذاته ..
وبين ايدينا اليوم كم هائل من الرموز ومسافة لايلحظها البصر من التأويلات ..
فهل قصدت انسكابات الذات المبدعة ذلك أم ان هذه الارهاصات المغرقة فى الرمز جاء منبثقة مع لحظة انسكاب الكتابه

عندما ندخل عالم الماورئيات نكتشف ان الحقائق هى من انسكب على الورق فلماذا كلمة ماورئيات التى تؤدلجنا للنظر للامر من زوايا عديدة (( الماوراء/ماهو الا كلام خلف الكلام/ ماهوالا الكلام الغائب عن الاذهان/ماهوالا الكلام الرمزى/ ماهو الا الكلام المجهول/ ماهو الا الكلام الذى يعود بنا الى الوراء لاحظ أن العودة للوراء هى فى عرف الكلام تراجع )) هذه التعابير تجعلنا فى حالة استفزاز مع النص الابداعى ولغرض الولوج اليه لابد لنا ان نقراء ماخلف السطور لنصل الى الغاية التى كتب من اجلها النص.
ولو محصنا الامر فإن الانفعالات والمشاعر الكامنة في النفس لدى الشاعر، نَتَجَتْ عن وقع العالم الخارجي، وتظلُّ أكثر غموضاً إلى حين التعبير عنها، انفعال يكمنُ في النفس، ينتقي اللغة التي يستخدمها الفنان للتعبير، والشاعر في لحظة الإبداع يتغلغل إلى جوهر الأشياء ليدرك منها ما يخفى على الناس وعليهِ هو نفسه في لحظات .
فى هذه الدراسة سأتطرق الى التداعيات التى خلفها لنا النص من خلال انبثاق الصور وتحطمها امام اعيننا





إن الحالة التى يخلفها مقطع مثل هذا ستقودنا الى انه حالة اعتراف من الشاعر بكم مايحمله من مشاعر واحاسيس ذلك بأنه يطلق لحظة التنوير (( زيت القناديل )) انبثاق من ذاته
القنديل هنا قد يعطى لمحة الضؤ لكنه بالمقابل ايضا قد نستطيع ان نشم رائحة الاحتراق التى تولدها هذه القناديل اذا فالشاعر يضعنا فى هذا النص بين المطرقة والسندان
القناديل التى يملأها زيت من شعره وذاته المنسكبه فى هذا النور وأيضا يعطينا لمحة عن معاناته كشاعر ابان هذا الاندلاق ..اندلاق الزيت فى القناديل الذى يولد احتراق يبدو أنه مزعج للشاعر فهو يعاود للذات التى تكمن ثرثرتها فى فنجان التى بدورها تدلقها فى هذه القناديل المتوهجة وهنا ايضا يؤيد الشاعر ماقلنا فيقسم بعضه
الجزء المحتر ق/ ينتشى تعبا وعرقا
الجزء المضىء /مازال مبهورا ببقايا الحلم.



الان بات من الواضح اسباب هذا التنوير المبدئى والاحتراق اللامتناهى فى النص
الرؤيا اخضعت الشاعر للحظات تنوير اقتبس منها الحرقة التى يعنيها مجردا الاماكن فى لحظات السمو
((الكوخ/ االقرية/الوطن/ الكون))

لحظات السمو جاءت بشكل التدرج الراسى فلحظة الاكتشاف والتنوير
فى البداية من الكوخ/ سقفه تملاءه الثقوب/ خيبة امل
الثانية فى القريه/ صحونا نظيفة وصفيحا صدئا / خيبة امل
الثالثة/الوطن شموسه تزاور ذات الشمال ((الاتجاه الخاطىء)) /خيبة امل اخرى
فالازورار نحو الشمال هو رمز لإصحاب الشمال الفاسدون السيئون الذين نتعمد ان نطلق عليهم لصوص الوطن
وهو أتكاء على الرمز فى القرآن الكريم يقول الله فى محكم كتابه




الرابعة /الكون(( رأيت سقف السماء...ومت / خيبة اخرى...

.



ان الشاعر هنا يذرف الدموع مجانا على حالات خيبات الامل التى علقها فى بدايه النص
لكنه يحتكم الى الصمت تاركا الماوراء لنا لنفسره فهو يعبث من خلال اللغة بمكنونات صار سردها امرا مقيتا

القنديل يخلق ضلا والضل يتعب ! ...
حالات الاشتهاء عند الشاعر هى حالات مملؤة بالخوف / وهى مصادرة بينه وبين ذاته لكنه يلمح لنا أن لايملك الا البوح ((وهج اللغة)) واللغة يعترف بأنها قاصرة عن التعبير ((فقيرة)) ((كلمة او كلمتين)) ليس إنه خاوى الوفاض فهو كشاعر امتلك زمام اللغة لكنه خوف الذات ان تشىء هذه اللغة به ((تفضح الماوراء))
ولتكن النتيجة وبال على الذات الخائفة فهى من يدفع الثمن فيحولونه الى مهرج خانع او يقضى ليلته بجانب العناكب و يذرف الدمع
لاحظو هنا ان الدمع بات متوحدا مع القناديل التى تشتعل وتضىء وتحرق القناديل تخلق للشاعر ظلا وكذلك دموعه تظلله...





ان استمرار النحيب فى القصائد جلها إن لم نقل كلها ناتج على ان الذات المبدعة اكتشفت تداعى خيبات الامل ونتج عنها حالات متفردة فى الانطواء والانزواء ةالاغراق فى الرمز .
الشاعر فى النص السابق يسترسل فى سردية مشهدية يتوج بها نصه ..مغلقا تلك الفسحة مابين الشعر والقص وبالتالى نستطيع ان نقول قصيدة قصة او قصة قصيدة فكلتا الحالتين تجوز امام تداعى صورا وكذلك سلاسة السرد
لكننا امام المواربه التى نستمتع بحل رموزها وكأننا اما لعبة للكلمات المتقاطعة
فالقلب الذى كانت له اعين لاحظو الاتكاء على كان وهى من الافعال الماضية الناقصة ((مغلوله))
عندما نقول عن شخص بأنه يرى بعينى قلبه فنحن نعنى ان له بصيرة وفراسه (( كانت موجودة لدى الشاعر لكنها مغلولة))
يعاود الشاعر الاتكاء على كا ن ليرينا ايضا انه كانت له كفين تطاولان السحاب مرموز يعود بنا الى الاكتشاف ايضا






سنلاحظ فى المقطع السابق أن الشاعر الذى كان يتكى على الماضى المستمر ((كان لقلبى عينين))(( كان له كفين))((وكان له ايضا شتاء))
يعود بنا بعد ان استمتع بلعبة اللغة البديعة لكنها فى ثوب الاستمراريه ((لازال))
وهذه الاستمراريه هى لب القصيدة فالسرد السابق الذى اعتمد على الافعال الماضية كان ارهاصات للاستمرارية المنسكبة من الذات المبدعة التى تتعمد ان تقول لنا ان الاستمرار مازال يتسيد النص وان خيبات الامل لاتزال متواليه.

أيها الاعزاء هذا ليس كل شىء فالحقيقة اننى امام نصوص الرائع على الفسى اصبح كم يجوس ارضا غريبة مملؤة بالرموز والطلاسم فدراسته قد تستوجب العديد من الاجزاء

للحديث بقية ولكم التحية


.









الأخ العزيز سعد الحمري أعتذر بشدة عن تأخري وأنت تعلم أن ثمة أشياء غير متوقعة تختلس اللحظة منا .. لا تأتي دائماً كيفما نريد ، هي أشياء غير قابلة للتوقيت ، تتسمَّر عندها عقارب الساعة وترفض الدوران .
وها أنا أوقظ وجعي وأكتب بأحاسيس قلقة مضطربة ، أتوسد الحرف سبيلاً إلى إرثٍ مضاعف الشعور كمن يرغب في خرق جدار صمته الطويل ممتطياً كوكباً من صخب .
وأطرح كلمات تبحث عن معنىً مكبوت قد تتحول في نظر البعض إلى خربشات على الجدران.. تتجهم أفقاً أبعد .. في تصادم عبثي مع الواقع .
وقد يفسرها البعض الآخر بأنها هرطقة تنسج فواتير عاطفية مسبقة الدفع .
وأنا أراها كلمات تبحث عن معنى ماورائي نستعذب سطوته.. نألفه ُونستسيغ ُترفه
وها أنت تلتقط صورة إشعاعية لتلك الماورائيات لاستبطانها ، مشكـِّلاً فضاءً مشعاً حولها ، ورغم أن التوصلَ إلى مفهومٍ موحّدٍ للنصّ ( بصورة عامة ) مِنَ الصُعوبةِ بمكان , فعملية الاستقراءِ والتحليل هي عملية ٌمضافة ٌعليه وليست من صلبِ بنيانه الحقيقي إلا أنك حفرت فيها بحرفنة وأناقة ودقة وسلطت مخزون خبرتك باحثاً في طياتها عن يقين يفجر أدق مفاصلها وإشاراتها وجعلتها قابلة للوقوف على أطراف معانيها واستنطقت أثرها ولمست كائنيتها رغم أنها تستتر وراء جدارية تزدحم فيها الرموز وتتعثر فيها الصور.. وأعلم جيداً أنه ما زال في جعبتك الكثير .
دمت بخير
توقيع :  علي عمر الفسي

 

خُيِّرتَ فاخترت المبيتَ على الطوىَ =لـم تـبن ِجاهاً أوتـلمَّ ثـراءَ
علي عمر الفسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس