عرض مشاركة واحدة
قديم 14/04/2008, 07:23 PM   #54
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

على غيمةِ شوقٍ جئتُ إليكم أطير سابحة في الأفق و أسابق الريح لأنيخ في مرابعكم...
أعتذر عن إخلافي موعدَ الأحد.. و لكنها شواغل الدهر..
فلن أقول كما قال عبيد بن الأبرص عندما خذله هبيد و السيف مصلتٌ على عنقه
((حالَ الجريض دون القريض))
و لن أحاكي العرب فيما قالت فأقول ((حال الغصص دون القصص))
و لكن أستعير لسان شيخ المعرَّة فأقول لكم و كلِّي طمعٌ في العذر و السماح :
((صنع الزمن ما هو صانع، و اعترض دون الخير مانع))
و ها أنا قد عدتُ إليكم..فحيهلا نبثُّ نشر الشعر
و ننثر رذاذ العطر...




دع مسحةَ اليأسِ، و اترك واهيَ الأملِ=ذرِ التشكِّي ، و أوقد جذوةَ الجذلِ
فالدهرُ يومانِ: يومُ المرِّ تجرعهُ=و يومُ سعدٍ كشوبِ الدَّرِ و العسلِ
فاصبر فصبرك يشفي كل معضلةٍ=-أعيت أساةً- من الأدواءِ و العللِ
و اسلك بصبركَ منداحاً و منفرجاً=يجلو عن القلبِ رانَ الثُّكلِ و الهبَلِ
أعمارنا مثل خيل السبقِ مسرعةٌ= ترجو المدى....و مداها قبضةُ الأجلِ
زوِّد حياتكَ بالطاعاتِ تعمرها=و حلّها بالتقى تغنى لدى العطَلِ
و ازهد بدنياكَ لا تُخدع بزخرفها=فربما غرّتِ القنعاسَ ذا الحيلِ
يا ليتَ شعريَ، هل نبقى إلى زمنٍ؟؟!!= أم تُقبض الروحُ شرخاً بعد مقتبَلِ؟؟!
/=/
اليرقبُ العيشَ صفواً دونما كدرٍ=كأكمهٍ رام ثقب الدُّرِ في الطَّفَلِ!
الساغبُ اللاغبُ اليرضى بمخمصةٍ=و دونهُ الزادُ، طامٍ غمرةَ الخَبَلِ
أو كالذي يبتغي مِ البحرِ لؤلؤةً=لكنهُ ينثني، خوفاً من البللِ
كم تائهٍ في معاريجِ الحياةِ سدىً!=كم ساربٍ في دروبِ الغيِّ و الخطلِ!
يا متلف العمر ما بينَ اتباعِ هوىً= و بينَ أكلِ ربا، و الدَّنِ و الغزلِ
راجع حسابك إنَّ العمر منصرمٌ=راجع حسابك إنَّ الدهر ذو دوَلِ
لا يتركُ اللهُ ذا السُّوأى و يهملهُ=لكنه يأخذُ الجاني على مهَلِ
واهاً! على من غدا التفريطُ خصلتهُ=فاستأمن الذئبَ في المرعى على الحمَلِ!
يا من أناطَ عليهِ الدينُ نصرتهُ=فاترك خصال بغاثِ الطيرِ و الحجلِ
و انهض فأمتكَ المحزونةُ انتحبت:="ذا الخطبُ يا قوم من خلفي و من قـُـبـُـلي"
يا صاحبَ الحرفِ لم أجزع لنازلةٍ=في اللوحِ مكتوبة ٌ من سالفِ الأزلِ
لكنما أعوزَ الإلهامُ صاحبهُ=و كانَ أبعد عند الكربِ من زُحلِ
يا فارسَ الشعرِ و الأقلام ناكصةٌ=يبقى يراعكَ فوق الطرس كالبطلِ
حرائرٌ من بناتِ الفكر تنشؤها=مجدولة الشَّعرِ ، أو كالموجِ منسدِلِ
مدَّت إليكَ يمين الشعرِ واصلةً=و مصرعُ المرءِ بينَ الخدَّ و العطَلِ
سلِ الأقاحيَّ عن طلٍّ يزاورها=عند الهزيعِ كباكِ الحيِّ و الطللِ
هِيْ سنة الله في الأكوانِ مذ فُطرتْ=ما بينَ جاءٍ إلى الدنيا و مرتحِلِ






* العطل: الخلو من الشيء، و يقال للمرأة عاطل إذا خلت من الحلي..
*القنعاس: الشديد المنيع
*الاعتصار: شرب الماء قليلا قليلا
*الوشل و الثْمد:الماء القليل
*العطل: العنق، و القوام الحسن












توقيع :  سودة الكنوي

 تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

اضغط الصورة للتكبير

كَغَيثِ السَّمَا تَحيَا بِهِ كُلُّ بُقعَةٍ=وَتُزهِرُ في إِقبَالِهِ الفَلَوَاتُ
هَمَى حُبُّ عَبدِ اللهِ فِينَا فَأَينَعَت=لَهُ في رُبَى أَفرَاحِنَا الثَّمَرَاتُ
فَكَيفَ أُغَنِّي وَالمعَانِي تَهَدَّمَت=أَمَامَ مَجَارِي سَيلِهَا الكَلِمَاتُ
وَكَيفَ أُوَفِّي مَشهَدَ الحُبِّ وَصفَهُ=وَفِيهِ مَعَانٍ مَا لَهُنَّ صِفَاتُ
فَبَينَ إِمَامِ المسلِمِينَ وَشَعبِهِ=مِنَ الحُبِّ نَوعٌ آخَرٌ وَلُغَاتُ
إِمَامٌ شُعُوبُ الأَرضِ تَحسُدُ شَعبَهُ=عَلَيهِ وَتَستَشرِي بِهَا الحَسَرَاتُ
شعر: أبو الطيب د.محمد بن علي العمري
سودة الكنوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس