[أحمد العتيبي]

عندما تصبح راحة البعض ألاّ يرى البعض الآخر ألاّ يكون هناك الكثيرون
عندما نتزاحم نشعر بالضّيق لا يقوى أحدنا على النّظر في عين الآخر
إلى أين أهرب ؟؟
إلى البحر ؟
ركبت السّفينة حيث البحر كالسّماء بلا ملامح إمتد إليّ الحوت وابتلعني وأتى حوت ليبتلع الحوت وجاء حوت ثالث .
كان جلد الحوت شفافًا كان باستطاعتي سماع كلّ شيء كما رؤيته
لا شيء يختلف إنه كالنّاس أعيش فيه وأتعذب بسببّه
اذا هربت من حوت كبير ذهبت إلى حوت صغير ، وإذا ضاق بيّ الصّغير هربت إلى الكبير
إذا ابتعدت عن الحوت غرقت في الماء .! وإذا هربت إلى الحوت خفت أن يفترسني فأنا معه خائفٌ دومًا
هل أعود حيث كنت ؟؟
:
:
أناس جلسوا معا أعينهم مفتوحة ليلاً ونهارًا ينظرون إلى بعضهم البعض دون سبب لذلك . جحيم أن يكون الناس معك ليلاً ونهارًا لا يستطيع أحد أن يهرب من الآخر ولا يغمض له جفن إنما هم ينظرون إلى بعضهم البعض لا سرّ لا شيء خاص ولا حريّة لأحد ولا مفرّ من أحد ولا نجاة لأحد فكلهم مصوّبون إلى بعضهم البعض سهام من نار ، وطلقات رصاص ، إهانات ، وإدانات ، لا رحمة ، ولا شفقة ، انهم متراصون ، ومتلاصقون بلا انفصال ، ولا ابتعاد لا مسافات بينهم .
:
:
اشتعل حريق فتزاحم النّاس خوفًا منها داس بعضهم على بعض وقتل البعض البعض
إلى أين أهرب .. ؟
إلى أبعد مدى
في المسافات الضّيقة
حيث يكون هناك أناس عند أطرف حواسّنا ! أو ألاّ يكون هناك أحد سوانا ؟


مودّتي