عرض مشاركة واحدة
قديم 05/04/2010, 07:14 PM   #5
مريم الخالد
عبير الياسمين
 
الصورة الرمزية مريم الخالد
Thumbs up مدرستي سر تفوقي

دراسة العروض
بدأت رحلتي مع القلم بكتابة الخواطر... وكانت لي تجارب مضحكة في كتابة النص الشعري المقفى ...
طبعا ً كان ذلك عن غير درايةٍ مني بمبادىء وأحكام تقيد النص الشعري وعلي الإلتزام بها ... كي تزيد القصيدة جمالا فتبدو كعروس ليلة زفافها

نشاز كانت التجربة بالتأكيد !

لطالما تمنيت أن أقطع البيت الشعري / أفتك به /أفترسه / أدخل في مكامنه/ أغوص في أغواره / أفك شيفرة أسراره ........ كي أعرف لأي بحر ينتسب وأكتشف الخلل إن كان هنالك خلل ما .... وأتبختر بين شطوره كالفراشة التي تدرك تماماً أين تحلق وأي حقل ذاك الذي زادها رونقا ًوجمالا ً !

بدأت بالبحث ..... كان ذلك عندما كنت بالثانوية ... ولشغفي وميولي الأدبية .... طلبت من معلمتي تزويدي بكتاب ٍيفيدني في تعلم مبادىء الشعر ... أجابتني بأنه علم صعب جدا ً ولن أقدر عليه
بتُّ وكأني شمعة ٌ وانطفأتْ .. ومنذ ذاك الوقت وأنا أفكر بالموضوع لكن ليس بجدية ...ذاك الرد كفيلٌ بضعف همتي ....
لم أجد من يمد لي يد العون ويهب من وقته ولو القليل كي يطلعني على أبجديات علم العروض ...
وقعت عيني ذات مرة على متصفح يشرح فيه العروض بشكل مبسط .. لكنه لم يفي بالغرض ... وبعدها لم أبحث ... إنتهت الرحلة ...!


كنت أنوي أن أبتاع كتابا للخليل ودائرة البحور خاصته ... قبل أن ألاحظ بأن هنالك قافلة مليئة بالكنوز سوف تحط هنا وعلي أن أقدم على الفور كي لا ترحل وتتركني ... ذهبت معها في رحلة جميلة ماتعة .... مررنا بأشخاصٍ كثر ، منهم المتحرك / الساكن / التقطيع / النظم / التشطير ....
أما موسيقانا الخاصة هي المعلقات ... كنا كثيرا ما نستمع اليها قبل النوم ونلوح برأسنا طربا ً / فرحا / حبا ً / عشقا ً / شغفا ً بالشعر !!

منذ بدايتي هنا وأنا أوقن بأن ابتسام ليس منها اثنين !!
وعندما تقربت منها أكثر اكتشفت كم هي شفافة وراقية وعذبة ....

نعم أنت ِ سر تميزي
أذكر عندما قدمت اختبار الثالثة ...ذاك الاختبار الذي لن أنساه .... لم أقدم بالشكل الذي أرادته تلك الرائعة ابتسام ... عاتبتني بحنو
وقتها بكيت كثيرا ً تخيلوا ! كالأطفال تماما ً
لكن لم ألبث إلا أن استعدت قواي وأكملت تلك الرحلة الماتعة بشغفٍ أكثر من ذي قبل
كنت أحمل تلك الدروس في أوراق ٍوأصطحبها بكل مكان وعندما أنتهي من العمل أخرج تلك الأوراق في السيارة عند كل إشارة ضوئية ! ... وفي البيت وكأنه لدي اختبار أتأهب إليه والكل ينظر إلي باستغراب ... ما بالها !!


أذكر مرة جلسنا أنا وابتسام نناقش درساً قد صعب عليَّ ... ربما مضينا وقتها أكثر من ساعة وهي تشرح وأقول كيف ... تشرح وأقول كيف كيف كيف !!
لو كنت مكانها آنذاك لقتلـْتـُني !!! ...

وبالرمق الأخير اكتشفت بأني قد نقلتُ الوزن خطأ في ورقةٍ بينما نظرت إليه بعينين واسعتين متفاجئة ! ..... قلت لها اعذريني فلقد فقدت التركيز ....
قالت لي لا عليك .... مشكلة العروض الوحيدة هي استحضار التركيز ونسي كل شيء حولك !
نعم حاولت نسي كل شيء حولي ... التزاماتي / همومي / عملي حتى !
والتزمت بكلمة التركيز ... لا أحتاج سوى للتركيز !!!
أحضرتُ له فنجان قهوة وأضأتُ له شمعة وقلت له لا تغادر ... ابقى حيث أنت .. وأحضرت ذاك الحبل وحبكتُ وثاقه كي لا يهرب مرة أخرى !
صبرها وجلدها كانا كالحمل الثقيل عليَّ ... وزدت اصرارا ً وعزما على المضي قدما ً وعدم خذلانها


إلى الآن مازلت واقفة يا وحي
انتهيت من كل الدورات وحللت كل الاختبارات ... وأتأهب للاختبار النهائي

وقبلها أقول ... سواءً نجحت أو أخفقت بالاختبار ... سوف أبقى تلميذة ... لإن متعة علم العروض تجبرك أن تبقي تلميذة ... وبحره زاخر مغري ... يجعلك تتسمري مكانكِ وتغرفي وتغرفي وتغرفي ...
أصفه كالشجرة المثمرة ... لكنه مختلف عن باقي الشجيرات ... ففيه أثمار مختلفة / مدهشة / لذيذة / شهية
ومن قطف نوعا ً منها سيطمح أن يقطف باقي الثمار بأنواعها ...

الآن اكتشفت سر اصرار ابتسام على عدم نعتها بالأستاذة !!
الآن فقط يا أستاذة ! ... يا سر تميزي وتفوقي

كانت هذه الكلمات اهداء مني (التلميذة) إلى أولا من ثم أستاذتي ابتسام وبعدها إلى كل زميلاتي
ويخالجني كلمة خاصة لمن لم يكمل الدورة ... عودوا فالأمر يستحق العناء

لم يبقَ سوى اختبارٌ واحدٌ فاصلْ ... ادعوا لي بالتوفيق
توقيع :  مريم الخالد
مريم الخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس