عرض مشاركة واحدة
قديم 28/09/2008, 04:43 AM   #24
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

من طهر إلى طهر و من بقعة مباركة إلى
أخرى...نعود و إياكم إلى أرض المسرى و وطن الأنبياء
فلسطين الحبيبة
و على أرض يافا نلتقي و إياكم بقادمة تجللت خطاها إلينا بالبركات
و حطت رحالها في إملاءاتنا ففاضت النفس سرورا و تاقت للتقرب
لمعرفة تلك الروح الطيبة عن كثب و ها نحن نمد جسور المحبة
مع المدهشة



سَودَةْ ،

أضحكُ كلَّمَا وجدْتُنِي هنا واللهِ يا سَودَةْ ،
غريبَة ، بينَ غرَباء يعرِفونَ بعضَهمْ ،
مطرَة ، و من حولُها غدقٌ يهطلونَ بالحروفِ مِدْراراً ،
،
ليتني حقاً من آلِ " مطرْ " ،
أو ليتَنيْ مثله أحمدْ ،
له الله كيفَ تلتقيْ بناظريه الأشياءْ :
وسيطٌ دائمٌ للصُلح
بين جِدارين مُتباعِدَين !
*
و أنا ؟
حسناً أخبركِ ، و حيهلا بكِ ، بهمْ ، بنا ، و بي كـ " إملائيَّة " ، صغيرة بينَكمْ تشربُ المطرْ ،

1 - لرمضان جو خاص يميزه عن غيره..سواء" أكان هذا التميز طابعا"دينيا" أو طقوسا" اجتماعية..هل لك طقوس أو عادات خاصة تمارسينها في هذا الشهر؟

أمارِسُ كما دوماً عصفَ الرؤىْ ، و التنكيلِ بكآبَتِيْ ،
أجيدُ كثيراً طيَّ الحُزنِ و " دسَّه ُ " في آخرِ كتابٍ على رفّ المكتَبةْ ،
تدرينْ ،
يجبُ أن ينحسرَ كلّ شيء ٍ في شهرِ الرَّحمة ،
يجب أن نعتقَ الكتابَة ، و أنْ تعتقنا الأحزانُ قليلاً لكيْ نكونَ قابَ المغفرَة يا حُلوَةْ ،

بالأمْسِ فقط كانتْ صديقتي تخبِرني : جئتُ أبحثُ عن الجنَّة ،
و أخبرتُها : من ذا المجنونُ الذيْ قدْ يبحثُ عن سواها في أيامْ قد لا يراها من جديدْ ،

رمضان يا حلوتيْ .،
رحلة حولَ النفسْ/ الذاتِ البشريَّة ، في جسدٍ مشروخٍ حدَّ الروحْ ،
رحلة ، في ثلاثينَ يوماً .!

آيُ القرآنِ ، وحُلْو أحاديثِه رسولُ اللهْ ، و حلقة ٌ يجمع المرءُ نفسَه بعُمَرْ ، و عليّ ، وعائشة ،
رضيُ الله عنّا و عنهمْ ،

رمضانُ يا سكّرةْ ،
آخرُ أولوياتِه الكتابَة و الهواءْ .!
تتنفّسينَ فيهِ الحياةِ التي انقضتْ بهم دونَكْ ، الحياة ُ التي تصدح بـ "الله أكبَرْ "،
تتنفسينَ الأغبرة التي كانتْ تثارُ حولَ بلالْ ،
و تحملين الصخرة و تضعينها فوقَ صدرِكِ كي لا يحرِّككِ شيءٌ أنْ تتركيْ كتابَ الله ، و شذى آيِ الكتابْ .

ولا تَنسَيْ ،
بأنَّكِ تكتَشفينَ وجوهاً يُقالُ بأنَّكِ تعرفينها ، و تتظاهرينَ بأنَّكِ حقاً تفعَلينْ .!
تزوركِ كلّ يومٍ ، و يزورك تبّرمها بعد الثلاثينَ يوماً إن حصلْ .!

، جميلٌ هوَ رمضانْ ،
يعيدكِ طفلَة ،

يريقِ عليكِ كلّ المفردات التي تعلّمتها " بالمدرسة " لتستحيل أمامَ ناظريكِ حقيقة .!
الصدقْ ، الصبرْ ، صلة الرحمْ ، إطاعة الوالدينْ ، التآخيْ ، الصلاةْ ، الدعاءْ .! وكلّ ما حشروهُ في كتبِ
" الثقافةَ " الإسلاميَّة .!!!


. ،

شهرٌ كريمْ ، كريمٌ يا سودةْ .


2 - ماذا عن جو الكتابة في رمضان؟ و هل تنعكس روحانية هذا الشهر الفضيلة على روحانية الكتابة؟

كيفَ لا تنعَكسْ .!
و تريدينَ صدقاً أكثرْ .!؟


ليسَ أنَّه رمضانْ .! كل ما في الأمرِ أنَّ الأشياءَ _ كما دوماً _ تنقلُ إليَّ تقلّباتِها الفكرية و النفسيَّة و الروحيَّة.!
و أترجمها أنا على الورقة حروفاً بدلاً من تقلباتْ .!

الروحانيَة ،
نصبح مشبعونَ بها نحنْ ، تتدفق منَّاْ .!
جميلْ .،
للهِ ما أحلاه رمضانْ .!


3 - لرمضان ذكريات خاصة..حدثينا عن موقف لازلت تتذكرينه ؟
تلكَ الطفلة الصغيرة التيْ ، تتلصَّصُ ، تغافِلهمْ ، تسرِقُ " دون أنْ يلحظواْ " بيدِها حفنة َ فستقْ .!
وتختَبئُ خلف الكَنَبة تتناولها على عجلْ ، خوفَ أنْ يرى فعلتها أحدْ .!
،
و تحمرّ خدودَهاْ تشي بها حينَ تُسألْ : شو يا بطّة ، صايمة اليومْ ؟!
و تنقذها إجابَةُ والدَتِها : طبعاً ، شطورة بتصومْ ، شو بتفكّرواْ .!

ولا تلوي سوى بصمتِها هِيَ ْ .!



كم من المرّاتِ تكرّرَ هذا المشهدُ بتفاصيلَ أخرى ، و بشخصيَّاتٍ تتعدَّدْ .!
الصغارُ . أحبّهمْ. !
و كنتُ أحبّني يومَ كنتُ منهمْ .!


4 - خصوصية هذا الشهر الكريم حتى في الجدول اليومي..حدثنا عن جدولك اليومي
جدولِيْ ،
بالإضافة ِ لأعمالِ المنزِلِ و المطبخْ والدِراسة و العملْ ، و أنا - الأعمالُ التي لم تتبدل في رمضانْ ،
فقد أضيفَ لهْ وقتاً إضافيَّا لقراءة القرآنْ ، و لجلسات العائلَةْ ،

يومي ممتلئْ ، و التعبُ بي يمتلئ كلّ ليلَة ْ ،
لا أصحو لأجلِ الصلاة أبداً .!
دوماً أكونُ مستيقظة لفعلِ ذلكْ .!

كذلكْ ..-
أجلس وقتاً إضافيَّا أبحث ُ هنا ، و هناك على الشبكة ، عن مزيدِ أوجاعْ و مزيِدِ ضحكاتْ .!
أتحدث لصديقاتيْ أيضاً كنوع من التواصلْ .!

أفتقدهنَّ لأنِّيْ .!

ولا تنسيْ ،أصبح الأخت المثاليَّة .! ،
أساعدُ في حلّ الواجباتْ لمن يصغرنَنِيْ ،
أشرح لهنَّ أيضاً .!

_ ربّما وقتُ رمضان هذه السنة جاءَ مناسباً لهذا الفعلِ المستغرب مني / فقط_


5 - يلعب الإعلام دورا"هاما"في برامج ومسلسلات للتسويق لأفكار و قناعات خاصة وطرح قضايا اجتماعية و شخصيات تاريخية خاصة في هذا الشهر..ما رأيك في مستوى ونوعية مثل هذا الطرح؟ و ما هو المسلسل أو البرنامج الذي تحرصين على متابعته؟
دوماً يلعب الإعلامُ دورَهْ .، و يطرحُ ما يشاءُ من فكرٍ و قضاياْ .!
أعترفُ ربّما للمرَّة الأولى بأنَّني أهوى و أعشقُ المحطّات الإخباريَّة .!
، و محطّاتي المفضّلة ، هِيَ ، هِيَ ، منذ سنواتْ ..،
و لا أخجل من القول بأنَّ المخصَّصة للأطفال إحداها أيضاً ،

، من بينِ كلّ المحطات الخاصة ببث القرآن الكريمْ ، لا أستمع إلا لصوتِ العفاسيْ ، أنا متحيّزة لهْ .!
، برامج الأطفالْ ، أحبّهاْ .. دوماً تضيفُ شيئاً لروحِي ، و لمعلوماتيْ ، و تذكّرني بقواعد العربية.!
، الإخباريَّة ، تعرفينَ الأفضلْ .

لا أريدُ أن أبدو مثاليّة أوْ كاذبة .!
لكنّني حقاً لا أشاهد أيّ مسلسلاتْ ، و أتجنّبُها ربّماْ ،

ثمَّ /
معرفتك بشخصية تاريخية لا يجب أبداً أن تكون من خلالِ شخص يمثلّها .!
أبداً لا يمكن لأحدٍ أنْ يحكي لكِ التاريخ كما الكتبْ .،
رغم كون الكتبْ لم تأتِ بكل شيءْ ، و رغم كونهم يدّعونَ عدم مصداقيتها ، فكيف إذنْ ، تثقينَ بـ مشاهد
قد يزلّ عقلٌ إخراجيّ فيهاْ ، فيوصلها _ حتماً _ مبتورةْ .!


6- ارتبطت بعض الأكلات ارتباطا"وثيقا"بهذا الشهر الكريم..ما هي الأكلة التي تحرصين على وجودها على سفرة إفطارك؟
أحرصُ على " التّمرْ " ، لا لشيءْ .، فقط لأنّني أحبّه ، و فقط لأنَّ أبي لا يتذكّرْ أن يشتريه لنا إلا في رمضانْ. !
عدا ذلكْ .. فأنا ..
أحرصُ أنْ تأكل مجدْ جيداً فقطْ .


7 - لو طلبنا منك دعوة شخص واحد للإفطار معك..من سيكون هذا الشخص؟
نفثة صديقتي .!

8 – لو طلبت منك توجيه رسالتين الأولى عامة..و الثانية خاصة لمن ستوجهينــهما؟
العامَّة/ لكمْ : لا يفقدُكمْ اعتيادكم الشيءْ ، إحساسَكم بِهْ .! إيَّاكمْ .!
الخاصَّة / لها : أتعقبكِ ، أتعقبكِ ، و أدلِفُ إلى روحكِ أينَما نثرتِ بعضاً منهاْ.
مبتورٌ هذا الوجودُ من دونِك يا صديقة . أحبّكِ يا حُلوَتيْ ،..


9 - حدثينا عن أهم مظاهر الشهر الكريم في بلدك؟؟ حسناً ،
إنْ كنتِ لا تعرفينْ ، و أشكّ بأنّكِ تفعلينْ ، فأنا .. وطني فِيَّ لاجئْ .!
أنتَمي أنا لأصحاب النكبة .. 48 ،

أنا من يافا أجلْ ، فلسطينيّة أجلْ ،
لكنّنيْ ..
مُبْعَدَة .!

تريدين أن تعرفي حقاً ما يكون رمضانُ في يافا ؟؟
كما هناْ ، و كما في أيّ مكانْ ،
يتجوّلونَ في أزقّة المدينة كما دوماً ،

ما قبلَ الأذانِ ترينهمْ يكتظّونَ بالعجلة .! تتعبُ من وطء أقدامهم الشوارعْ .!
تتعبُ أيدي الخبّازْ ، وأصابِعُ الرجل المسؤولِ عن " الكاشْ " في المخبزْ ،
و صانع الحلوَياتْ .، يبتسِمُ دون أن يتنبّه حقاً بأنه يفعلْ .!
تغدو تثرّفاته محض شيء ٍ قد اعتادَهْ .!
يحنقون على العملِ الكثيرْ ، لا يسمح لهمْ بـ " عَيْشِ " رمضان كما يجبْ ، و أبداً لا يمنّونَ أنفسهم برمضان آخرْ ،
لأنّه / غالباً سيكون كما هذاْ ،
أو ربّما بمزيدِ عملْ .

المدينة .، أبداً لا تعيشُ بهجة كما يقالْ .!
بل عجلَة ، و " بال" يزدادُ قصراً ، و " خلقْ " يمسكه صاحيه عنوةً بدلاً منْ أن " يفشّه ! " ،
صدقيني ، صدقيني ،
قلائلُ جداً من يتذكرونَ "الحِلمَ " بدلاً من الغضبْ ، و أقلّ منهمْ من يدحرونَه بقولِ " اللهم إنّي صائمْ ". ،!

رمضان مباركْ ،/
وما قبل الإفطار بقليلْ .، يكتظّ الناسُ ببعضهمْ .، سيّما إذا كانَ سيقيم واحدهمْ " عزومة رمضانْ " ،
و إذا ما اجتمعوا حول المائدَة ،
و كانَ ثمّة " عفاريت صغارْ " ، فإنّ المرءَ ينشغل بتهدئتهمْ ، وينسى أنْ يشكر الله إذا ما ابتلّت العروقْ ،
يذهب الظمأ و يجيءُ ظمأ آخرْ ،

ظمأ الروحْ ، أن تسعد حقاً .

في رمضان يا حلوتيْ .. ، هنا ، يجتمع الرّجال ما بعدَ الإفطار يتسامرونْ ، يذهبون للمسجدْ ،
يذهبون لأحدِ المقاهِيْ ، يصلّونَ و يذكرونَ و ينسَونَ " دوشة " ما قبل الفطورِ و أثناءَه ،
و تنشغل النسوة بالتنظيفِ و بالتلفازِ " أكثرهنّ" ،
يجتمعنَ للمسجدْ ، و حينَ يرجِعنْ ،
يبدأن بالتخطيطِ ليومِ غدْ .،
،

قليلاً ،
و شعائر روحانيّة تبدأ ، فرديَّة .
صلاة القيامِ ، و دعاءُ ما قبلَ حلكة الفجرْ .،

هذا هنا .، و في بلدي ،
لكن الفرقْ ، /في مسجِدِ حسنْ بكْ ، يتعطّر المكانُ بأنفاس المصلّينْ ، حينَ تبدأ صلاة التراويحْ ،
و أبداً ،
أبداً لا يفارِقهم شعورهمْ بألمِ العيشِ مسلوبي الحريّة و الإرادة ،
يغصّ بعضهم بذكرى رمضان الذي انقضى ، كيفَ كان بينهمْ ولدٌ لم يعد موجوداً ،
يغصّونَ برصاصةٍ سرقت في رمضان الماضيْ ابنة الخمس سنواتْ .، و ابن الستّ عشرة سنة ،

يغصّون _ ربّما أحياناً _ بكبيرٍ تركهمْ ، قهرُ الاحتلالِ و السلبِ ، أنهكه ، رحلَ .

و هيكْ .!

10 - كلمه أخيرة؟ الكبار سيموتون والصغار سينسون" *
بن جوريون /بعد النكبه



و أحبّكمْ ، . / و اعذروا ثرثرتي.
توقيع :  سودة الكنوي

 تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

اضغط الصورة للتكبير

كَغَيثِ السَّمَا تَحيَا بِهِ كُلُّ بُقعَةٍ=وَتُزهِرُ في إِقبَالِهِ الفَلَوَاتُ
هَمَى حُبُّ عَبدِ اللهِ فِينَا فَأَينَعَت=لَهُ في رُبَى أَفرَاحِنَا الثَّمَرَاتُ
فَكَيفَ أُغَنِّي وَالمعَانِي تَهَدَّمَت=أَمَامَ مَجَارِي سَيلِهَا الكَلِمَاتُ
وَكَيفَ أُوَفِّي مَشهَدَ الحُبِّ وَصفَهُ=وَفِيهِ مَعَانٍ مَا لَهُنَّ صِفَاتُ
فَبَينَ إِمَامِ المسلِمِينَ وَشَعبِهِ=مِنَ الحُبِّ نَوعٌ آخَرٌ وَلُغَاتُ
إِمَامٌ شُعُوبُ الأَرضِ تَحسُدُ شَعبَهُ=عَلَيهِ وَتَستَشرِي بِهَا الحَسَرَاتُ
شعر: أبو الطيب د.محمد بن علي العمري
سودة الكنوي غير متواجد حالياً