الموضوع: دعوني وشأني ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 03/04/2010, 12:36 AM   #4
ماجد عبد الرحمن
شـاعـر
 
الصورة الرمزية ماجد عبد الرحمن
افتراضي



كانوا مقيّدينَ بـ إقامةٍ جبرية ..

لا أحدَ يراهم ..

لكنهم في منزل ٍ فخم ..

لا يخرجونَ منه ..!

وعندما يُنادى لـ صلاةِ العيد ..

أرى نوافذ َ المنزل جميعها مشرعة ..

اللافتة ُ على سور ِ المنزل كانت تقول :

المرأة ُ نصفها أخرس ..!

لم أكن أعلمُ ماذا تعني ..

ولم أكن أفكرُ بها كثيراً ..

بعدَ صلاةِ العيد ..

كنتُ أمسكُ بـ يدِ رجل ٍ لا أعرفُ من هوَ ..

لكنهُ رجلٌ اختارَ اثنين ِ من الميتم ..

أنا وصديقي ..

بعدَ أن وقـّعَ على أوراق كثيرة ..

احتفظت ليَ المشرفة ُ بـ نسخةٍ منها ؛ وقالت :

عندما تكبر سـ تأخذ هذه ..!

في قلبي كنتُ أتمنى أن أرى أنفها طويلاً ذاتَ يوم ..

أو أن تتمددَ أذنيها حتى تضطر لـ إخفائهما بـ قبعة ..!

كنتُ أسيرُ مع الرجل ِ الأبيض ِ هذا ..

والذي مرّ بنا قربَ المنزل ..

سألتُ بـ براءةٍ بعدَ مباشرةِ إزالتي لـ غلافِ الحلوى :

ماذا تعني هذهِ العبارة ..؟

ضحكَ كثيراً ؛ قائلاً :

أنتَ عفريت ..!

في اليوم التالي ..

ارتديتُ غطاءَ سريري الأبيض ..

وسرتُ في أرجاءِ الميتم ..

وحينَ رأتني المشرفة ُ تطايرَ الغضبُ من عينيها ..

وحملتني بـ يدٍ واحدةٍ وسارت ..

كنتُ أرى الأشياءَ في الميتم ِ وهيَ تبتعد ..

في حين ِ أنها تسيرُ إلى الأمام ..

ولم أعلم متى ينتهي هذا ..!

سارت مسافة ً طويلة ً إلى الأعلى ..

ثمّ أودعتني في حجرةٍ أعلى البرج ..

وأغلقت الباب ..

أولُ شيءٍ فعلتـُهُ هوَ إحضارُ صندوق ٍ :

ووضعتهُ أسفلَ النافذة ..

وحينَ نظرتُ تفاجأتُ وسقطت ..!

كانت النافذة ُ تطلّ على منزل المقيدين ..

وفهمتُ جيداً ما تعنيهِ عبارة ُ :

المرأة ُ نصفها أخرس ..!




كانوا مقيّدينَ بـ إقامةٍ جبرية ..

لا أحدَ يراهم ..

لكنهم في منزل ٍ فخم ..

لا يخرجونَ منه ..

لكنّ أحدهم تمكّنَ منَ الفرار ..

خرجَ من ذلكَ المنزل ..

لكنّ خروجهُ كانَ :

خبرَ موتٍ في الجريدة ..!

توقيع :  ماجد عبد الرحمن

 





..[ يا أيّها الذينَ آمنوا إنْ جاءَكُمْ فاسقٌ بنبإٍ فتبيّنوا أنْ تصيبُوا قوماً بجَهالةٍ فتصبحُوا على ما فعلتمْ نادمينْ ]..

ماجد عبد الرحمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس