عرض مشاركة واحدة
قديم 18/06/2009, 01:35 AM   #3
سعد الحمري
كاتـب و ناقد
 
الصورة الرمزية سعد الحمري
افتراضي النص المنفلت عند جهاد خالد نص ((هذيان نموذجا))



ذلك ماأسميته .. فجهاد خالد من النوع الذى يكتب تحت وطأة الحاجة للكتابه وهى خاصية للنصوص التى تندلق على الورق فجأه بدون مقدمات وفى بعض الاحيان تنسكب من لوحة المفاتيح كأمر طارىء وجب التخلص منه ووضعه فى مكان ما ليقراءه الجميع
فى نصوصها التى انتقيتها من نص هذيان الذى لاتزال تواصل كتابته
ولكونها تكتب من خلال وطأة الحاجة للكتابه وهى التى تعتبرها متنفسا مهما لها
فهى تنخرط فى أداء عالى للتعبير عن حاجتها ولتفريغ شحنة ما تعتريها فهى تحبذ الكتابة المقتضبة وهى كتابه تنقسم الى مقاطع لكل مقطع حكاية تختلف عن ما سبقها وعن مابعدها .
فى نصها هذيان
تقول جهاد خالد :-

تعتريني نسائم ..
وأحيانا أعاصير
تمر بي مواقف .. وأقف بمارات
تذهب بي الحياة وتجيء
آخذ منها وأعطي
أفرح وأحزن .. أضحك وأبكي .. أصمت وأصرخ
و.....
أهذي

يبدو أن الواقع يبيت نية ما..
فى هذا النص تتقسم الحالات تباعا
. تعترينى نسائم...وأحيانا اعاصير
وهذه الحالة المقلقة بين ماهو ممكن نسائم وماهو واقع أعاصير
تكون الكاتبة قد اعترفت بمواقف ما وحياة ما تعيشها مملؤة حتى الثمالة بألاحزان والضحك والافراح والبكاء والصمت والصراخ ..
أن هذه التناقضات التى اختلقتها الكاتبة فى تداعياتها هى مايقودها الى الهذيان
والهذيان هنا يحتمل الواقع ويحتمل الجنوح الى الخيال لتعويض الواقع ...

في عـالم منقوش بالدمع
مرسوم بالحِسّ
مخطوط على جدار النبض
مصنوع من الخيالات
رافض للواقع المُملّ
سابح في فضاءات المشاعر
مُرتكز على ألحان الحرف
راقص على أنغام البلاغة
مُبصر من نافذة الألوان...

هذا العالم هو ما أعتبرته الكاتبة عالما مملؤ بالهذيان الذي يحاول التماثل مع الكاتبة التى تقترح على نفسها تجزء الكتابة بما تحمله من أحاسيس كدفتر مذكرات يعنى لها كل حرف فيه شىء ما.

طفلة!!
طفلة!!
طفلة!!
انظروا .. إنها طفلة !!
انظروا ..

إنها كـ الطفلة !!


مهلاً ... هل هذه سُبّة؟؟!!!


فى هذا النص بالذات تكشف الكاتبه النقاب عن حالة الرفض المتمثلة فى داخلها كون الاخر يرى فيها طفله وهى فى داخلها تصرخ فى هذيانها على انها طفولية نعم ولكن لاتقرن بها كسبة حالة التعبير والحركة كفراشة تنتفض بأجنحتها وفق ذائقة النور طفلة بأفكارها الغضة والطرية والباذخة فى التفاصيل ..لكنها ترى أنها ميزة وليست سبة تنتقص من وجودها..


خارج نطـاق الهذيـان

( لا تدْري لعلّ الله يُحدثُ بعد ذلكَ أمْرا)

خارج نطاق الهذيان الذي تأبى الكاتبة الخروج منه تؤطر عبارتها الامنية
لا تدْري لعلّ الله يُحدثُ بعد ذلكَ أمْرا
لتبرر حالة الانتظار لهذه الامنية وتعلقها بأمل واهى (( لعل)) وهى تربط الامنية بلجؤء الى الله وبينها وبين نفسها القناعة أن الامور تأزمت .وكأن لسان حالها يردد مع الشاعر القديم

ضاقت حتى تماسكت حلقاتها .........وفرجت وكنت أضنها لاتفرج


متى يستفيقون!!

نحن لسنا حيواناتٍ نُباع ونُشترى
نحن لسنا حيواناتٍ لا تجري سوى وراء لقمة العيْش
نحـن بشر لنا كرامـة
لنا كـرامـة


هنا تكون العقدة الاولى ..عقدة المنشار التى أرتأت الكاتبة إخراجها لتكون إحدى مسببات هذا الهذيان
فهى كأنثى تخاطب وجدان ما للبحث عن هذا الخلاص المنتظر فهى كأنثى ترفض المعاملة الحيوانات التى تباع وتشترى وهى بشر لها كرامة كما للاخرين
فمتى يستفيق الكل حسب نصها ويعاملونها بشكل أفضل للخروج من هذياناتها.؟

سأصرخْ
نعم
سأضرب بكل إراداتهم عرض الحائط
نعم
سأركض إلى البعيد .. سأتركهم
نعم
سأخربش بالطبشور على جدران منازلهم
نعم
سأعبث بمزروعات حدائقهم
نعم
سأشاكس حتى صورهم في المرايا
نعم
سأتمـرّد
سـ ـأ تـ ـمـ ـرّ د

هذه الحالة المتمردة التى افترضتها الكاتبة هى التى تمثلت باللجؤء الى الخيال وملؤه بالهذيان المتمرد


لمْ يبقَ شيءٌ
سوى فتاتْ
العمر فاتْ
والذلّ دون الخبزْ
ما يُقتاتْ
النّاسُ تسري
بين أرجاءِ المدينةِ
كالرّفاتْ
الكلّ ماتْ
الكلّ ماتْ

هذه اللحظة التى تسكبها جهاد خالد هى لحظة التأزم فى النص وهى هنا تطرح تشاؤم من الواقع الذى تحياه لتبعثره الى حالة حزن سوداوية تنعى من خلاله الكل



لماذا لا أتعلم من أخطائي !!
لماذا دائماً أرفل في الغباءِ كالنّعيم !!
لماذا لا أُفيق دائماَ إلا بعد حلول الكارثة !!

ترى هل هذه علاماتُ تأخرّ عقلي؟


تشهر جهاد خالد أسئلتها فى وجهها هى نفسها وكأن النص كله حالة جوانية داخلية لاتحتمل الخروج لكنها انفلتت منها على الورق بدون أرادتها نص.
فى حوارها هذا تشهر اللماذا كسؤال ازلى
لتقفله وهى لازالات فى حالة هذيانها.

وبعد ....
أرجو أن اكون موفقا فى هذا الطرح وهى دعوة منى للحوار معكم ومع الكاتبه للوصول الى قاعة منتدى نخلق من خلالها حوار وديا صحيا وصولا الى غايتنا المرجوة الا وهى الارتقاء بهذا الموقع
ودمتم بود ل


توقيع :  سعد الحمري
سعد الحمري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس