عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23/09/2009, 01:16 AM
الصورة الرمزية فتحية الشبلي
فتحية الشبلي فتحية الشبلي غير متواجد حالياً
فراشة المطر
 



فتحية الشبلي has a brilliant futureفتحية الشبلي has a brilliant futureفتحية الشبلي has a brilliant futureفتحية الشبلي has a brilliant futureفتحية الشبلي has a brilliant futureفتحية الشبلي has a brilliant futureفتحية الشبلي has a brilliant futureفتحية الشبلي has a brilliant futureفتحية الشبلي has a brilliant futureفتحية الشبلي has a brilliant futureفتحية الشبلي has a brilliant future

أوسمتي

افتراضي ثقافـــة الأعتـــذار ...

يظن الكثيرين منا أن الأعتذار يعكس ضعف موقف المعتذر من جهة ، وإقراره بخطئه من جهة أخرى وهذا الظن الخاطئ حدا بالعديد من الناس إلى الوقوع فى براثن الغطرسة والكبرياء
والأعتذار ثقافة خاصة ، تربوية فى المقام الأول ، ينبغى غرسها فى الأشخاص منذ الصغر ، فالبيت ، والمدرسة مسئولون مسئولية مباشرة على تنمية هدذ الثقافة في النشئ ، ويحب النظر إليها على أنها سياسة سيكولوجية تقويمية إصلاحية ، بمعنى تهدف إلى تقويم وتصحيح جانب سلوكى ، وبطبيعة الحال لها تأثير سوسيولوجى جميل على المجتمع المحيط
فهى عملية نفسية ، تهدف إلى خلق نوع من التوزان النفسى لدى الأشخاص ، فيزيل عنها كل ماشابها من كدر ٍ ، وسوء فهم ، وإجتماعية ، تهدف إلى خلق مُناخ إجتماعى ملائم وصحي يسوده الوئام والتفاهم ، والصفاء ، والتآلف بين الأفراد داخل المجتمع الواحد ، أو داخل الجماعات الإجتماعية المتعددة فى المجتمع بآسره
هذا بالإضافة إلى كون الأعتذار من القيم الجميلة التي يحُثنا عليها ديننا الأسلامى الحنيف ، وهى تهدف إلى خلق نوع من صفاء ونقاء القلوب ، مما يزيد من توثيق أُصر المحبة بين الناس
ويجب أن يضع المعتذر فى إعتباره أنه لا يجب ان ينتظراً ثمناً أو شكراً لأعتذاره بل يعتذر ويمض ، فالأعتذار يعد كالزرع الجميل وأينما زُرع فهو جميل
ولعل هذه الأبيات الجميلة تؤكد هذه المقولة ( أزرع جميلاً ولو فى غير موضعه ،ماخاب قط جميلُ اينما زُرع )

والاعتذار ثقافة أخلاقية سامية وعالية تدل على طيب الأراوح وجمالها ، وتسامحها
وهى تدل على قوة الشخصية لا ضعفها ، فالشخصية الضعيفة هى التى تهرب من المواجهة
وما الأعتذار إلا نوع من أنواع المواجهة الجادة ، والتي تتضمن اعترافاً ضمنياً بالخطأ وهذا الأمر قد لا يقوي عليه الكثير من الأشخاص وهو راجع كما أشرتُ آنفاً بإن ثقافة الأعتذار يجب أن تُنمــى فى الأفراد منذ نعومـة اظافرهم أى منذ الصغر حتى تصبح عادة متأصلة فيهم وأمراً عادياً وطبيعياً
ولعل فى قصص التاريخ الأسلامى الكثير من العبرة بهذا الخصوص، فيحضرنى فى هذا المقام قصة ضرب أبن عمرو بن العاص للقبطى الذى شكاه إلى سيدنا عُمر بن الخطاب والذي بدوره ألزم كل من عمر بن العاص والى مصر آنذاك وأبنه بالاعتذار لذلك القبطى أمام الملأ وكذلك الإقتصاص منه
ونخلص هنا إلى مقولة مفَادها أن من يخطئ بحق غيره وجب عليه الأعتذار والذى يجب أن يكون تلقائياً نابعاً من شعور الفرد بحجم الخطأ المرتكب .
وفى معرض الحديث عن هذا الموضوع ، سأورد إليكم هذه الملاحظة فكثيراً ما لاحظت بحكم عملى كـمُفتشة تربوية الكثير من المشكلات السلوكية بين الطالبات ، فهناك سجل خاص فى مكاتب الخدمة الإجتماعية تدون فيه المشكلات السلوكية ، من قبل الأخصائية الإجتماعية بالمدرسة ، لاحظت بعض المشكلات بين المعلمات والطالبات قد تكون فيها المعلمة هى المخطئة فى حق الطالبة وعندما تطالبها الاخصائية بتصحيح الوضوع والأعتذار من الطالبة ، ترفض المعلمة ذلك بحجة أنها أكبر مقاماً ، وهذا خطأ تربوي فادح بلا شك ، فنحن عندما نعتذر لمن هم أصغر منا سناً وخصوصا ً التلاميذ فأننا ننمي فيهم الجانب المشرق المتسامح والذي لايري فى الأعتذار أمر غريباً ، بل نحن بهذا التصرف الأخلاقى الرفيع نكون لهم بمثابة القدوة الحسنة فى السلوك الحَسن والسليم ، فتصبح عادة الأعتذار أمراً طبيعياً لهم مستقبلاً .
الحديث يطول ، وآمُل أن أكون قد أوصلت ما أود إيصاله حول ثقافة الأعتذار التي يجب ان تكون جزءاً أساسياً من أسس تعاملاتنا على صعيد الأسرة ، والمدرسة ، والعمل ، والمجتمع بصفة عامة ، فهي خطوة أساسية لأشياء إيجابية أخري ينعكس أثرها الإيجابي على الفرد والمجتمع بشكل عام

أحترامى للجميع

 
توقيع :  فتحية الشبلي

 https://www.facebook.com/fathya.alshbly?ref=tn_tnmn

فراشةٌ تلتمسُ النُور ....


رد مع اقتباس