[محمد صلاح الحربي]

- 1 -
وماذا بوسع القلب أن يتنبأ
و رفيقته البعيدة تلك ..
ترسل الإفتراء المتقن ..
وبدقة الرصاصة ..
كلما كرَّرَت ذاك الرسول ..
يزيح بخبث
جهة جديدة ..
يتناولها القلب لينيرها
ليدخل ،على بعد نبضة ..
ظلام جامح..
وكما الرسول القديم المكرر
يسارع في سواده الدقيق
ليزيل خطفاً متاريس النور
من كل الجهات ..
وهكذا في كل مساء ..
يتقدم الليل ..
وحوشه الضارية


- 2 -
كمن يكشط الظلال
ليتبين رقم الحظ
وبإخلاص الترقب ..
يخرق الورقة
أتعاهد
الحشرفات التماسيحية
على وجه الزمن الشائخ
مفرغاً من أيما غيم
وأحلم ..
ألا أطل على شفير قفر
وليس هناك
الا حزن الزرقة


- 3 -
يا أغلى من مروا
على هذا العمر سريعاً
ثم لم يتبق الا
أن تبدو كل ترحلاته الزمنية
أمكنة معدة للفقد
وا شجناه
أنة قلب العمر لكم
وهو يتخلص من كل إحتياجاته
ليحتمل الأخيرة الأثقل ..
أن يطمئن على صحة المطر


- 4 -
كجنية تائهة ..
تتموه بهيئة طفلة آدمية
تسلل فراغها الباهظ
إليك ، بجنح ظمأ ..
فلم إثخنت بحب ملفق ..
أيها القلب ..
وكل أشيائه ..
سخم وهم مسلوق؟!


- 5 -
الطلقات الكثيرة
التي تصوبها نحوي ..
مخالب من يعادونني
على مر السنين
لم تقتلني
كانت عكس الهدف الفظيع
تمنحني الجميل من القوة
تحرضني على المزيد
من الحضور في الحياة
وحدها تلك الطلقة ..
التي صوبها صديقي لقلبي
اصابت تفاؤلي بمقتل
جعلت حيوية ذهني تحتضر
حماسي الأزرق الطلعة لا يحضر
فسلامٌ على التفاؤل
في زمن اللا حب واللا صداقة
يا ذئاب الضباب !