عرض مشاركة واحدة
قديم 14/02/2011, 05:41 AM   #3
مَدى
موقوفة
افتراضي

- أنا أحب ، اذاً أنا مهزوم :

إستسلمتُ للنومِ و أنا أتمنى أن لا أموتَ من فرطِ التعبِ , قبلَ أن أطلعكِ على حجمكِ في صدري !!
مرّ شهر بأكمله , و أنا أستيقظُ كُل يوم باكراً .. أتوجهُ لمنزلكِ .. أطرقُ نافذتكِ الخشبيّة , و لكنّكِ لم تفتحي !
و كنتُ في المساءِ قبلَ أن أصلَ غرفتي .. أتوجهُ إلى منزلكِ لأجدَ الأضواء تفضحُ عن وجودِ رجل .. الرجلُ ذاتهُ كُلَ ليلة !
الأسابيعُ ثقيلة .. و أنا أموتُ ببطء .. و أستسلمُ للمرضِ اللذيذ – عقاباً آخر –
.. دونَ مسكنات .. دونَ دعاءِ أمي .. دونَ وجهكِ ..
أما جسدكِ الحُلم .. أصبحَ يأتي عارياً في حُلمي ... عارياً حتى من الدفء .. ممتلئ بالرغبة !
ربما هيّ رحمةُ الله .. كي تحلّ عليّ لعنةُ فقدانكِ .. قبلَ أن تحلّ عليّ لعنةُ الإرتباطِ بِ إمرأةٍ تمضغُ قلبي صالحاً .. و ترميّهِ فاسداً لا يصلحُ للحُبِ .. لا يصلحُ حتى للحُزن !
الحُب و الحُزن وجهان لعملةٍ واحدة .. نحنُ فقط نلتصقُ بالحُبِ كي نجدَ سبباً لحُزننا !!
أشعُرُ بأنّي سأموتُ قريباً يا ماريا .. سأموتُ لأنّكِ ما عدتِ تسقيني الحياة من إبتسامتكِ تلك .. سأموتُ من شدّةِ الحُزنِ , و من حجمِ الخيبةِ , و من سذاجتي !!
لماذا لا أستطيعُ أن أتخلّصَ منكِ , أن أركلكِ من داخلي , أن أحبكِ بشكلٍ أقل , أن أكرهكِ قليلاً ..
لماذا تُصرينَ على أن تكبري داخلي .. دونَ رغبةٍ مني !
كيفَ جعلتِ مني رجُلاً .. تائهاً في إتساعِ عينيّكِ , مُسافراً في إبتسامتكِ , لا يجدُ نفسهُ مع إمرأةٍ غيّركِ !
كيفَ بدلتي قناعاتي بهذهِ السرعه , جعلتني أغرقُ في لومِ نفسي على فقدانكِ , ألومُ نفسي على إهمالكِ , أنا ذلكَ الوغدُ الذي ترككِ مع رجُلٍ آخر , دونَ أن يلتصقَ بِ خشبِ نافذتكِ , دونَ أن يسترقَ النظرَ إليّكِ !
أنا سيء !
ربما الآن أنتِ تكرهينني , صح !
رباه .. ماذا فعلتِ بي .. أنا لا أستطيعُ التخلّصَ منكِ , أنا لا أستطيعُ الكفاف عن التفكيرِ فيكِ !!



- وجهكِ الشمس :

أؤمنُ تماماً أنّي ذلكَ الحظُ السيء , في علاقتي الغريبةِ بِكِ !
كانَ أوّلَ لقاءٍ لنا عاصفة .. هبت في أركاني .. و كانَ الهدوءُ واضحاً عليّكِ !
لم يكن متوقعاً أن أراكِ في الحديقةِ العامة , في وقتٍ مبكرٍ كذلكَ اليوم !
أنتِ من أتيتِ و جلستي على الطرف الآخر من المقعد الذي أجلسُ عليه .. كنتِ جميلةً جداً .. شهيّةً جداً .. بريئةً جداً .. تحملينَ بينَ يديّكِ كتاباً .. ( قوة عقلكَ الباطن لِـ جوزيف ميرفى ) !
أذكُرُ ذاك الكتابَ جيّداً .. كانَ المبدأ الذي يسيرُ عليهِ الكاتب , أن تُفكرَ بالشيء الذي تُريده , تحلمُ بهِ , فيأتي إليّك !
لم تكن تلكَ الفلسفة تُثيرُ فضولي , لذلك لم أكمله !
و لكنّ الآن أؤمن بأنها فلسفة غبيّة – عذراً منكِ و من جوزيف - .. ولكنّي كُلما رأيتُكِ في حُلمي .. إتسعت المسافة بيننا .. و فقدتُكِ أكثر !!
أحبكِ ... كانت تتردد في ذهني طوالَ الوقت , و لكنّي لم أستطع أن أرددها أمامكِ , يالي من أحمق كبير !!
أخافُ يا ماريا أن أنتصرَ بِكِ في حربي هذهِ , فأطعمكِ الحُبَ بِ ضعفي و خوفي و غُربتي .. ربما لهذا أنا لا أجرؤ على الإقترابِ منكِ .. ربما لا أستحقكِ !
طوالَ لحظاتِ جلوسكِ .. لم أرَ إلا البياض .. الذي كانَ يحيطُ بعينيّ , و أنتِ !
كنتُ أشعرُ بِكِ تهزينني من عمقي دونَ أن تتحرّكَ شِفاهُكِ .. دونَ أن ترمشَ عينكِ في اتجاهي !
لا أعلمُ ما حالُ نبضكِ , و أنتِ لا تعلمينَ كيفَ أموتُ أنا معَ نفسي !
غادرتِ المكانَ بهدوء .. و أنا مازلتُ متسمراً مكاني .. أمررُ أصابعي على الطرفِ الآخر من المقعد , أقرّبُ كفي من شِفاهي أقبلها .. و أرى الشمسَ تداعبُ جسدكِ , و كأنها تنوي فضحَ غيرتي إتجاهكِ !
أيّ سحرٍ يختبئ ورائكِ ؟ كيفَ تجبرينني على تصرفاتٍ مجنونة .. كيفَ حولتي كُلَ مشاعري الساكنة إلى حرب .. !
كيفَ أحبكِ بلا وعي .. و لا إدراكٍ لما ينتظرني في نهايةِ هذا الحُب !
هيّا إلتفتي إليّ ماريا .. هيّا قولي بأنكِ تُحبينني أيضاً .. قولي بأنني الرجلُ المناسبُ لكِ .. و بأنني المجنونُ الذي يتخبئ في سِركِ .. !
أخبريني أنّكِ تشعرينَ بوجودِكِ في صدري .. و أنكِ مازلتِ تحملينَ وجهكِ الذي عجنتهُ من روحي و دمي .. و أنكِ كـ الملائكة , لا تتلونينَ أبداً .. عديني أن لا تُرتبَ شِفاهُكِ على غيّرِ قلبي , أن لا يأخذنا الفراقُ لهاويةٍ لسنا بقوتها !
ياااه لهذا الهوى , كيفَ بدأ بي , و كيفَ يتجوّلُ داخلي , و يوقظُ كُلَ ذنوبي إتجاه جسدكِ الحُلم , و يُربكُ كُلَ أحاسيسي الغافيّةِ على كفّ الملائكة منذ أن حضرتُ على وجهِ الدُنيا ... يااه يا ماريا سيكونُ الفراقُ مؤذياً جداً , مؤذياً جداً جداً .. !


- يتبع .


- آخر السرد :


إنقطعت أخباركِ عنّي ,
و علمتُ فيما بعد أنّكِ إنتقلتِ للعيشِ مع أخاكِ الأكبر في مدينةِ باريس , و أنهُ هوّ من كانَ في منزلكِ شهرَ الحُزنِ الفائت !



كانَ لقائنا الأوّل و الأخيّر , رحلتِ و أنا مازلتُ أراكِ تضعينَ يدكِ على صدركِ بشكلٍ مائل , و حقيبةُ يدكِ تتدلى من ذراعكِ , فيها قلبي .. و فرحُ صدري .. و طمأنينة روحي .. و ذاكرتي بأكملها ...!
ما أقساكِ ... تركتني ألتهمُ الوحدة , وحدي !
تركتني .. و أخذتي كُلَ شيء .. كُل شيء .. و ألقيتي بي إلى جحيمِ الوجعِ و الذاكرةِ المعطوبة !
وجهكِ علقتهُ بينَ ضلعيّ .. حملتهُ أعوامَ غُربتي كُلّها .. بل نقلتهُ لأرضِ وطني , جسدكِ الحُلم هوّ فتنةُ السنينِ الراحلة , هوّ وحدةُ الضوء الذي مازلتُ أبصرهُ في منامي !

أما أنا .. فأنا منذ رحلتِ و أنا مدفونٌ تحتَ أنقاضِ الهوى , بلا رئةٍ سليمة , و بقلبٍ مثقوب , و بلا رأس !


- تمت .
توقيع :  مَدى

 

كيفَ برجلٍ مثلكَ أن يتسلل من حُلمي الى صدري , ليوقظَ برائحتهِ حُباً يَكتُبُني ! *

[/COLOR]
مَدى غير متواجد حالياً