عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22/01/2008, 12:54 PM
عبدالرحمن الجميعان عبدالرحمن الجميعان غير متواجد حالياً
كاتب و ناقد
 



عبدالرحمن الجميعان is on a distinguished road
افتراضي كتابة في عص ر الظلمات!

الإرهاب في ديارنا، يتخذ أشكالاً حسنة ومزركشة وجميلة، فهو دفاع عن النفس، وعن الديار، وهو حق يمارسه العدو، فتعلو نبرة صوته، و هو يبتسم، بل يقهقه عالياً، فالقوم في سبات عميق، بل يرى الموت لا بساً أرديته عليهم.
ألم يعتصر القلب، وحزن يغت حلقوم القلم، وحبر أحمر قان ينزف تحت سنه!
أمة المليار تهنأ برغد العيش، وتمرح وتسرح، وتطرب، وتهز الوسط على جراحات الوطن السليب، وتعزف نغمات الفرح على آهات الثكلى الجريحة!
عجب عاجب ما نراه في هذا المشهد السياسي التعيس، فغزة تغرق في ظلمات من سكوت العالم العربي، وتصامم العالم الإسلامي، بل الأعجب، أن الروح الإسلامية، والإحساس المجرد، قد تبلد، أو قد يكون في نزعه الأخير!
ماذا يمكن أن يكتب القلم في مثل هذه المأساة الفظيعة، إن الجرح الكبير، ينزف ليس من الألم مما أصاب غزة، فهي مأساة متكررة، ولن تنتهي، ولكن الدمع يذرف مما نراه من عمي، وصمم، وتجاهل، من قبل هذه الأمة المنكوبة!
و نتساءل أين الجعجعات، والخطب الرنانة!؟
أين الأسلحة التي نراها تُشترى؟!
أين ..اين...!!
أن يصل بنا هذا الأمر حد التبلد والخرس، لهي قضية خطيرة، وخطيرة جداً!
حتى الإحتجاجات أصبحت هشة، وعلى استحياء،أليس عيباً في حقنا وحق الأمة، أن ننتفض لأمر داخلي، ونحرك حتى السلطات الدينية، و الأحزاب السياسية، والدنيا تقوم ولا تقعد، ثم ننكمش وننزوي في بقعة من الحياة أمام حدث ضخم يهز الأمة، ويهدد كيانها!؟
ماذا عسانا أن نقول!
يهود يعبثون برفات الأمة، ويقننون، ويصدرون الأوامر، ويمنعون و يأمرون، ونحن همج رعاع، نهز الرؤوس سمعاً و طاعة!
إننا أمة خرجت من التاريخ، وستخرج حتى من الجغرافيا!
كل هذا وأكثر، ثم يتبجحون-وحق لهم هذا التبجح- نريد حصر الإرهاب و القضاء عليه!
ما أصدق قول شوقي وهو يقول
(حرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس)!
تقتيل الفلسطينيين وتدمير مساكنهم، وتجويعهم، وإدخالهم في ظلمات من البرد، والصقيع، ومنع الماء عنهم، ....وقائمة بين ذلك طويلة، كل هذا على مرأى و مسمع العالم والأمم المتحدة، ثم لا يرفع أحد أصبعه الصغير ليقول ما هذا!!!
مجرد تساؤل!!...ولكن عندما تنعكس الصورة، فيقوم المسلمون بالدفاع عن أنفسهم، وحمل السلاح ومقاومة المحتل، فهذا كله يدخل في دائرة الإرهاب الدولي، وتصدر الأمم المتحدة قوائم بأسماء تعامل معاملة الإرهابيين الدوليين!
أليس السكوت في هذه الحال أفضل!
لنسكت ونحترق من الداخل فإن الأمة يبدو أنها لن تنهض من رقادها ما دام لدينا إعلام يرقص على جراحات إخواننا، و تهتز الأوساط رقصاً و فرحاً كأننا في حفلة عرس أو حفل انتصار!  
رد مع اقتباس