عرض مشاركة واحدة
قديم 15/04/2008, 09:35 PM   #4
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند بنت محمد مشاهدة المشاركة

وفي البيت كثيرا ماقالت لي امي ..
( ان كنتِ كاذبه سيطول انفك )
الآن وبعدما كبرت ..
لازلت اتفحص دميتي ( ذات الانف الطويل )
والتي احتفظ بها منذ ايام الطفوله
واقف في حالة تأمل .. واتساءل !
عجيب امر هذا الكذب
دمية ( جماد ) أنفها طويل .. ولاتكذب
وانسان أنفه قصير .. ويكذب
واااعجبي
كيف لي ان أحل هذه المعادلة الصعبه
ومن يستطيع اقناعي ان كل الذين انوفهم بحجم طبيعي .. لايكذبون
وهل من المعقول انهم كانوا يدربوننا على المصداقية ..
بوسيلة كاذبة ؟!


حدسي يقول لي أن احد ما يقرأ هذه السطور ويتحسس أنفه
ان كنت أحدهم .. فأنت كاذب..







هنودة..

تربة خصبة للنقاش..
بالنسبة للكذب فهو الواقع المضحك المبكي
فالكذّابون مثار شفقة لأنهم يزيفون الحقائق فتبنى على كذبتهم أمور و أمور
و ما بني على باطل فهو باطل..
للأسف فإن بعض الناس-نسأل الله السلامة- قد احترفوا الكذب
فأصبحوا يتقنونه و يأدون أدوارهم ببراعة
و تمثيل متقن فيقومون بدور البطل و السيناريست و المخرج في الوقت ذاته
و بمنتهى النجومية
فيصدقهم من يعتقدون في قرارة أنفسهم أنه ساذج (انطلت عليه الكذبة) و الواقع أنهم هم السذج
لأنهم قد تناسوا قول الصادق الأمين: ( قل الصدق و لو كنت مازحا)
فهم بذلك قد تجاهلوا عواقب الكذب الوخيمة و أن الكاذب أو الكذّاب حريٌّ بالاحتقار و الازدراء..
لقد كان كفار قريش و هم أعداء الدعوة يشهدون للنبي صلى الله عليه و سلم بالصدق و ينادونه (الصادق الأمين)
و كادوا يتبعونه لولا عنادهم و استكبارهم و كذبهم على أنفسهم في عبادة الأصنام ( ليقربونا إلى الله زلفى) و هم في قرارة أنفسهم يدركون أنها ( لا يسمعونهم إذ يدعون ولا ينفعونهم أو يضرون) إذن فالكذب مهما اختلفت أشكاله مفتاح لباب الضلال و طريق مهيع نهايته الهلاك و الخسران، فسواء كذب المرء على نفسه (في ناس يكذبون الكذبة و يصدقونها )
أم على غيره فهو واقع في حظيرة الممنوع إذ نسي أو تغافل عن قول المصطفى عليه الصلاة و السلام
((لا يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا))
فالكذب خصلة من خصال المنافقين و مصداق ذلك قوله تعالى و لاكلام أفضل من كلام الله:
((و الله يشهد إن المنافقين لكاذبون))
و قوله عليه الصلاة و السلام في خصال المنافق فذكر منها:
((إذا حدّث كذب))
إذن فالقضية خطيرة لا تقف عند دمية الإيطالي كولودي الذي حاول معالجة مشكلة الكذب بطريقته
بل تتعداها إلى تعاليم الدين و علاقات أفراد المجتمع بعضهم ببعض إذ كما رأينا أن الكفار يمجون الكذب و ينكرونه فما بالك بنا نحن المسلمين فنحن أحرى و أولى بذلك منهم.
المشكلة يا سادة..
أن الناس قد اخترعوا للكذب ألواناً!! فهناك كذبة بيضاء و سوداء و صفراء!
بل جعلوا لهم أياماً خاصة يكون المرء فيها في بحبوحة من أي ضوابط فيقترف من الكذب ما شاء تحت شعار(كذبة إبريل)...
فلو كانت الأنوف تطول عند الكذب لحدثت زحمة سير و لتعرقلت حركة المرور لكثرة الأنوف التي تعيق الحركة...

يا للعجب...

/
/
/
للحديث بقية




توقيع :  سودة الكنوي

 تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

اضغط الصورة للتكبير

كَغَيثِ السَّمَا تَحيَا بِهِ كُلُّ بُقعَةٍ=وَتُزهِرُ في إِقبَالِهِ الفَلَوَاتُ
هَمَى حُبُّ عَبدِ اللهِ فِينَا فَأَينَعَت=لَهُ في رُبَى أَفرَاحِنَا الثَّمَرَاتُ
فَكَيفَ أُغَنِّي وَالمعَانِي تَهَدَّمَت=أَمَامَ مَجَارِي سَيلِهَا الكَلِمَاتُ
وَكَيفَ أُوَفِّي مَشهَدَ الحُبِّ وَصفَهُ=وَفِيهِ مَعَانٍ مَا لَهُنَّ صِفَاتُ
فَبَينَ إِمَامِ المسلِمِينَ وَشَعبِهِ=مِنَ الحُبِّ نَوعٌ آخَرٌ وَلُغَاتُ
إِمَامٌ شُعُوبُ الأَرضِ تَحسُدُ شَعبَهُ=عَلَيهِ وَتَستَشرِي بِهَا الحَسَرَاتُ
شعر: أبو الطيب د.محمد بن علي العمري
سودة الكنوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس