عرض مشاركة واحدة
قديم 29/05/2008, 01:35 AM   #83
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

تحلّ بسيدّ الأخلاق* تسعد=و لا تسلك طريق الجاهلينا
و كن للخير سبّاقاً حثيثاً=و لا تلِ سنةَ المتخاذلينا
و لا تمسك عن الإنفاقِ كفاً=فبئسَ العيش أن تحيا ضنينا
و لا تنِ في منادمةِ المعالي=و كن للهمةِ الشمّا قرينا
و لا تقنع بغير الصدقِ قولاً=و فعلاً، و انهج الحقّ المبينا
ألا فاجعل كتاب الله شرعاً=و سنةَ أحمد الهادي مَعينا
فيا عجباً لمن يغشى الرزايا=و يرجو ربَّه نصراً ُمعينا
و يطلبُ بسطةً في العيشِ، ظلماً=و لم يفعل فعال الصالحينا
و يجترح الكبائر دون توبٍ=و يرسفُ في معاصيهِ مَهينا
توخَّ المكرماتِ تكن عزيزاً=أبيَّ النفسِ معطاءً أمينا
تورَّع يا ابن آدمَ عن غرورٍ=و لا تمرح مع المتكبرينا
تدكُّ الأرض طغياناً و عُجْباً= كأنَّك لم تكن ماءً و طينا!
فكن لله أواباً مطيعاً=فرحمتهُ تغشِّي الآيبينا
تفزْ بالمنزلِ المحمودِ أجراً=و ترزق من نساءِ الحورِ عِينا
//=//
هممنا بالرحيلِ و كان مرَّاً=فصبراً إذ ببيْنٍ قد بُلينا
هممنا بالرحيلِ و ما اقترفنا=بعرف الحبِّ ذنباً بل قُلينا
توجسنا من الأحباب غدراً=فأزمعنا، و عقَّدنا اليمينا
على أن نهجرنْ غصباً دياراً=عشقناها و ذاب العشقُ فينا
أقلُّوا اللومَ إن اللومَ أحرى=بمن تخذ الجفا و الهجرَ دينا**
إذا ضاقت تلابيبُ الحنايا=فغادر، لا تكن فيها قطينا
رحلنا تاركين لكم رسوماً=عسى بطلولِ رسمٍ تذكرونا
فنادى حاديَ الأشعارِ عودوا=فإن القلب قد أمسى حزينا
و غشَّانا الأسى لما ظعنتم=و أدركنا معزتكم يقينا
فلبينا نداء الشعرِ حالاً=و عدنا للأحبةِ راكضينا
و لم نخلفْ لداعي الشعرِ وعداً=و لم نغفل نداه مسوِّفينا
أتيناكم و قد محيت خطايا=بسطنا في لقائكمُ اليمينا
لنعلن عن صفاءِ النفسِ عفواً=و نبني حولنا سوراً حصينا
و نبثق من بطون المزنِ شعراً= و ننظم دره قولاً رصينا
أتيناكم بقلبٍ فاض ودّاً=و أخلاقٍ سمت عفواً و لينا
و إن تعب الهزار من التغني=و غادر غصنه الأملودَ حينا
سنبقى راتعين مع القوافي=(بخطَّ السطرِ نمرحُ واثبينا)***

*سيد الأخلاق: الحلم
**الدين: كلّ ما له معنى العادة؛ ."لَيْسَ هَذا دِينِي ولا دَيْدَنِي" : لَيْسَ مِنْ عادَتِي وَلا مِن شَأْنِي.
***عجز البيت للبصري
توقيع :  سودة الكنوي

 تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

اضغط الصورة للتكبير

كَغَيثِ السَّمَا تَحيَا بِهِ كُلُّ بُقعَةٍ=وَتُزهِرُ في إِقبَالِهِ الفَلَوَاتُ
هَمَى حُبُّ عَبدِ اللهِ فِينَا فَأَينَعَت=لَهُ في رُبَى أَفرَاحِنَا الثَّمَرَاتُ
فَكَيفَ أُغَنِّي وَالمعَانِي تَهَدَّمَت=أَمَامَ مَجَارِي سَيلِهَا الكَلِمَاتُ
وَكَيفَ أُوَفِّي مَشهَدَ الحُبِّ وَصفَهُ=وَفِيهِ مَعَانٍ مَا لَهُنَّ صِفَاتُ
فَبَينَ إِمَامِ المسلِمِينَ وَشَعبِهِ=مِنَ الحُبِّ نَوعٌ آخَرٌ وَلُغَاتُ
إِمَامٌ شُعُوبُ الأَرضِ تَحسُدُ شَعبَهُ=عَلَيهِ وَتَستَشرِي بِهَا الحَسَرَاتُ
شعر: أبو الطيب د.محمد بن علي العمري
سودة الكنوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس