[أحمد بدر]

إيَّــاكِ والــشّـكّ فـي مـَن ذاب يـهـواكِ=ســاء الـنِّساء لـيسمو مُــذ تـولاّكِ
مِن أيِّ فـجٍّ سرى للنفسِ مسراكِ ؟=مِن أيِّ بابٍ سعى ؟.. مِـن أيِّ شُباكِ ؟
في أيِّ نـهر تهادى طـيفُ آنستـي ؟=حـتّى اسـتقرّ بـجوف الــقلب مرساكِ
حُوريةُ البحرِ ؟.. أمْ طفلٌ أضاع أباً ؟=يـلقى الــرّجالَ بـوجهٍ ضــاحِكٍ بـــاكِ
أم طـهر راهـبة ؟.. تخـفي بـجُبَّتِها=حـاجات أنثى يُعاني نصفهــا الـشَّاكي
رحمــاكِ, ذاكَ يـتيمٌ, مَـن ضـننتِ أبـا=ظمــآن رشف حـنانٍ مـِـن حــنـايـاكِ
يــنام مـِـلء خيالــي رسـمكِ الـزّاكــي=حـتّى كـــأنّ لـِحـافَ الـعينِ جـِـفناكِ
لــولاكِ مــا خطَ لـي حرف على ورق=ولا تــرقـرق مــاء الــشِّعر لـــولاكِ
لـمَّا لـممتُ معانـي الــوصف فـاندلقت=تــطلي الــقصائد لـونا من سجاياكِ
ضـاهـيت فيكِ "كـتاب الـعين" مـمـتحنـا=مِ الــ( ي ) للــ( ء )الأولــى بـسيمـاكِ
مــــا إن تـلـبَّث حــتَّـى هــبَّ نــاداكِ=طـوبـاكِ.. أيّ ردىً تـحوي خـباياكِ ؟
يـا شــهـرزاد مــزيـدًا مـِن حـكايـاكِ=قــد أمـكن الـشّرُ مـِـن أفـكار مـولاكِ
مـِن ألـــف لــيـلة بـغـداد تـراقـصهـا=اجــرام تــضـرب أفــلاكــًا بـأفـــلاكِ
والـجسر خُـلَّد مذ عين المهاة رمت=عند الـرَّصافة صبّا من ضحايـاكِ
لــولا رددتِ عــليه الــروح آنـستي=واســتـعبـديـه كــرقٍ فــي ســبـايـاكِ
(ثمَّ اعتليت على عرش العراق معـي)=فالعُربُ والكردُ والأتراكُ ترعاكِ
سَـلِ الـمحاسـن مـِن مـرآة دنـيـاكِ=اَسـتـعـذبـت حـلوَ مرأى مثل مرآكِ ؟
الـشّوق فـتَّ مـرايـا الـبيت تـنـظـركِ=كـي تـستـزيد بـريـقـا مـن مُـحيّـاكِ
نـاحت حمامة بيت العشق من شبق=والـقلب رفـرف مـن أرجـا زوايـاكِ
يـجـتـرُّهُ الــشَّوق, لـكنِّـي أمــنِّـيـه=يـوماً يـكـحِّـلُ طــرفـي مِـيْـلَ لُــقيـاكِ
إيَّــاكِ والــشّـكّ فـي مـَن ذاب يـهـواكِ=كـــلّ الـنّـسـاء قــذاة الــعين إلاّكِ