عرض مشاركة واحدة
قديم 16/05/2008, 09:57 AM   #2
ليلى العيسى
"[البَنَفْسَجْ]"
 
الصورة الرمزية ليلى العيسى
افتراضي

مُنتصّفُ أيَّارْ و حِكَايَةُ المَطَرْ ، !

هَكَذا نختبئُ بَيْنَ الأسْطُرِ و نصنعُ المساحيقَ لمداراةِ الحزنِ داخلنا
لأنّ الزّمنْ قررَ أن يُخيطَ لنَا جلبابًا من حُزنٍ .. و لأنَّ المدينةَ كلّما اتسّعَ
الجُرْحُ .. ازدادتْ انقضاضًا علينَا .. صَرَختْ الأميرةُ في وجهِ الزّمنْ تُسائِلُهْ و تُجيبُ عنهْ (وش صار فيني؟) فماذا حصلْ لِـ تقرّر امتطاءَ السّفينةَ و الرّحيلْ ؟!
في حينِ أنَّ صلاحْ أوقدَ في الشِّعرِ حبَّهْ و أغدقَهُ بِفيضِ مشاعِرهِ .. كإملاءاتِ المطرِ حبّه
و كالبحرِ شِعرهُ .. إذَا وصلنا للنّهايّة .. أعدنا القراءةَ بحثًا عنهَا .. نحادثُهَا مرددين لهَا هيتَ لكِ هَيْتَ لَكِ !
المطيريّ يسكنُ غيمةً .. يَعدُ فيهَا أضلعَ القصائدِ فَـ يَجهشُ البوحُ الجريح بِـ مرورهَا .. العابرِ أرصفةَ الماضيْ .. إلى أنْ يمضي القلبُ ملوّحًا بِـ انتهاءِ الحكاية !
بيدَ أنّ النّهاياتْ العاديّة لا تُرُوقُ لِـ خيالِ أحمدْ العتيبي إذْ يُمارسُ تسليطَ الحرفِ على الجُرْحْ و يرسُمْ بخيالهْ غموضهْ و كبرياءهْ فَـ ينطقُ الحرفُ حينها يا للبلاغَـةِ!
وَ لأنّ من الشّعرِ حِكمة ، كان لسانُ شموخْ ينطِقُ حكمًا فِي (شال حمل ٍ لو وزن ماتحتمله جبال حايل) .. شُموخْ يقولونَ أن للإنسانِ من اسمهِ نصيب!
مُتعبْ فهد .. يعرِفُ جيّدًا مِنْ أين تؤكلُ كتفُ الجمالْ .. بتلك النادرة أمّ العيون الواسعة كان لحسنها خدرًا في العقلْ .. و في حسنِ شعركْ خدرًا لنا .. نادرٌ ما أتيتَ بِهْ .. و نطمعُ بِأن يتسّعَ المكانُ بالمزيد!
العتيبي.. الصّعبْ قادتهُ الأقدارُ لِـ قول أنّ أحلامًا ماتت في مهدِهَا
دخلنا لِـ المهدِ .. استرحنا من وعثاءِ الوجعِ .. و بقينَا نحلُمْ! فكيف تموتُ الأحلامُ و حرفكَ بحدّ ذاتهِ حلمٌ يحيَا؟!
و كان لدينا موعدٌ مع الموتْ كَمفتاحٍ لِدخولِ معتركِ الحياةِ من جديدْ .. الموعدُ مع سليمان الأسعد .. مع الموتْ كان حياةً جديدةً .. النّبضُ فيها بقلبٍ ثانٍ و التنفسّ برئةٍ ثالثة .. هناكْ حيثُ تظللنا الأهدابُ من الهجيرِ فَـ تمنحَ للرّوحِ صفاءهَا .. لبدايةِ يومٍ مُشْرِقْ بِهم .. و قد أشرقَتْ أيّامنا بِـ أهدابِ حرفِ وردةِ الضُحى و لم تغرُبْ .. بل تُشْرِقُ بِكلَمٍ رُوحانيٍّ أنيقْ .. لِـ ننيخَ رِحالنَا بعيدًا عن شياطينِ الهوى.

صبيحة و مع سبقِ الإصرارِ و التّرصّد تفتحُ البابَ على مصراعيهْ لِجريمةِ دخولٍ .. غير اعتياديّ !
و نتساءلْ معكْ أيّها العراقيّ أحمد.. متى تُطلِقُ الحياةُ سراحنا .. و النّداءُ الأصمُّ يُباغِتُ سمعنَا .. و لا نسمعْ .. ؟!

فَيْصَلْ حديثٌ و النّفسْ .. أحدهمَا يُمارسُ الغُرُوبْ علَّهُ يُحيكُ شروقًا جديدًا مُصفّى مِنْ وعثاءِ الماضيْ وعثاءِ الأنَا المُنهكَـة !
أُسَامَـة في غيمتهِ القريبة يُطرِّزُ الأحرفَ بَعدَ أنْ ذَهبتْ المواعيدُ أدراجَ الخيانةِ لِـ نمرِّرَ أصابعنا حيثُ سراديبِ النُّورِ خاصّتهْ .. !

حُوريتي غِنوةُ شَجَنٍ غرَّدتْ بِهَا قريحةُ أبو حجر.. و كنَّا نًُعانِقُ السّماءَ بِـ توأمهَا مَع رِيْمَا .. لِـ نُخاصِر غَيْمَ الحريَّةِ و نهدمَ أقبيةَ الجرذانِ رُفقةَ الفسي.. الحريَّة بدءًا .. و الحريَّة كيّمَا كانتْ حزينةً أم سعيدة هِيّ النّهايّةُ مَعَ عَمّارْ !

و هل للقلمِ حقّ علينا؟ و أيُّ حقٍّ يا سماحْ و هل منحناهُ إيّاهْ؟ و مع الأسعد نملأُ الكونَ الأدبيّ ضجيجًا و صراخًا بِأن أنقذونا من هذا الشِّعرْ .. و دعونا ننعمُ بِمثل هكذَا حرفٍ موبـوءٍ بِالسّخريّة !
شُرْفَةٌ أُخرَى .. تُطلِّ على بَحْرِ التساؤلِ حول الشِّعرِ الشعبيّ فِيْ محاولةٍ جادّةٍ .. للغرقْ رُفقَة العراقيّ!
و لكنّ إلى أين نَهْرُبْ و يهربُ العتيبي أحمدْ و الكلُّ ماضٍ وراءَهْ و من أمامَـهْ .. و أينَ نهربُ أيّها الأحمد العراقي .. و أنتَ تُلاحقنَا بِـ البديعِ و هذه المرّةَ بِـ قصيدةٍ مغنّاةٍ و قراءةٍ مُشبعةٍ بِـ الرّوعـة!

حَصَادُ المطرِ لِـ النّصفِ الأوّلِ من أيّارْ .. كان معكمْ
نثقْ أن حضوركمْ .. سيهبهُ فوق نورِهِ .. نورًا


تحايا المطرْ
ليلى العيسى غير متواجد حالياً