عرض مشاركة واحدة
قديم 30/04/2009, 02:50 AM   #2
عروس السماء
[ بيضاء ]
افتراضي




لا أعلم أي جنون أوقدتِ داخلي , فـ لأخر لحظة من عمري سأظل أتمنى أن مددتكِ بكتفي ليصبح عوناً لك في كل هطول لحزنكِ ..!
آنستي ..
هل سمعتِ يوماً ببكاء القلب ..؟

كانت تلك أول العبارات التي أكتبها لكِ ,
أرسلتها مع باقة من أزهار الأوركيد تلك التي تشبهك في كل شيء .. ودونت رقمي آخر الرسالة ...

ما بارح الهاتف عين قلبي , ذلك اليوم ..
انتظرتك النهار كله ..
انتظرتك الليل كله ..
و ولد يوم من الحب اليتيم في تاريخي ..
ولم تتصلي .!
تناسيت أمرك , فسكنتني !
" جنا "
كنتِ قلبٌ أخر داخلي يتنفس ..
خبأتكِ بي علي أفلح في هجرك , كأحزان عمري الماضية ولم أفلح ..
كل لحظاتي أصبحت تشير إليكِ ..
رأيتك ذات مساء في حديقة منزلنا , تسألت كيف استطعتِ الفرار من قلبي ؟

قطفت زهرة أوركيد من تلك التي كانت تعتني بها أختي ..
وقدمتها لكِ مسبقة ب اعتذاري ..
تلك الأزهار تثير جنوني آنستي ..
فلا أعلم من منكم يشبه الآخر ..؟
ببساطة اِبتسمتي ..
عادت أختي و جمعنا حوار واحد كنتِ به ..
بسيطة ..
عفوية ..
لكِ ابتسامة بيضاء ,تشبه زهرة الأوركيد التي قدمتها لكِ و تركتها على الطاولة حين غادرتي ..

كـ المعتاد..
ينتهي لقاؤنا بعد أن تبعثري كل ابتساماتكِ , وملامحكِ , وحديثكِ بي ..
لأمضي في طريق صمتي إنسان آخر ليس لي همٌ سوى ترتيبكِ من جديد داخلي..!

بجنون الحب استيقظت يوماً ..
ارتشفت قهوتي قرب قطعة شوق أذبتها داخل فنجاني ...
حاولت قتلك بقهوة ساخنة ..
وقتل الوقت أيضاً ..
لتفاجئيني بأنكِ أصبحتِ أمام عناوين أخبار جريدتي , بعد أن بعثرتها غاضبةً مني..!
تركت الجريدة , و مضيت إليك ..!

يوم ميلاد أختي ..
كان من المؤكد بأنني سأراكِ ..
وفعلاً رأيتك ..
كنتِ ككل مرة أشاهدكِ بها بسيطة , عفوية , وجميلة ..
أتيتِ مبكرة لتساعدي أختي في تنظيم زينة منزلنا , كنت أراقبك من خلف أسطر الجريدة التي بين يدي , دون أن يختلس النظر إليّ فنجان قهوتي ويشاركني بكِ , أتيتِ وقطعتي شوقي الدائم لمراقبتكِ كنتِ تبتسمين بعفوية , حين سألتني أي ألوان الأزهار أجمل , لـ أجيبك تلك التي تحمل ابتسامتك ِ , ابتسمتي من جديد , وضربتي كتفي بخفة ورددتِ حقاً يا "هاشم" أي الأزهار أجمل , لأجيبك لونك ِ المفضل ..!
حينها صرختِ منتصرة على أختي أن أجمل الأزهار حقاً تلك التي تحمل لون ابتسامتكِ ..!

ككل مرة رافقتني الشرفة بقضاء ما تبقى من الوقت مستيقظاً , حين رأيتك في منامي عذبة , جميلة في كل شيء , عدا تلك الدماء التي لونت كفي حين لمست أناملك ..!!
هطولك ذلك المساء أنهكني , ورغم هذا لم يعد لي القليل من السبات , ولم يحملني سوى الكثير من الأرق لأمضي وملامحي مكتظة بكِ ..!

اتخذ حبك داخلي أشكال كثيرة تشبهكِ , إلا ذلك الشكل الذي يبعث على الأمل..!
كنت حزينا جداً لأنكِ سكنتني , وكذلك سعيداً جداً , ولكن الحنين في كل مره يقتلني إليك ..!
الأمر المرّ هنا : كنت أقف بمفترق طريق , لا يؤدي إلى شيء ..!

في ذلك اليوم عدت لـ أجلب أختي من منزلكم , حين قابلتني بابتسامتك البيضاء التي أعشقها , وطلبتِ مني أن أشارككم الحديث ولو لوقت قصير , وفعلت , لم تكوني أنتي وأختي فقط , بل كان هناك أخاكِ وشخص أخر عرفتني به , يبدوا بأنه أحد أقربائك ..!

فـ جأتني تصرفاتكِ إذ أنه كان لكِ ملامح جميلة , تختلف , أمام كل شخص تتحدثين معه ..!
مع أخاكِ , كنتِ تتحدثين بكثير من الاحترام والود العميق ,..!
ومعي بعفوية وببساطة و نقاء , وكأنني وحدي من نشأ معكِ ..!
أما معه , فـ بكثير من الخجل والهدوء عدى تلك النظرات التي كنتِ تسرقيها من الثواني إليه..!
وجنتيك تلك التي تشبه أوراق الزهر , لا تتلون إلا إن التقت نظراتكِ به..!
أما ذلك الوميض الذي كان يحلق أمام عينيكِ عندما استقبلتني , لم يكن إلا فرح استطاع حضوره أن يزرعه مابين أضلعكِ ..
في تلك اللحظات مت , وأدركت أنني كنتُ كذلك منذ زمن بعيد قربك..
الآن يا عزيزتي رأيت رداً أقنعني , وأقنع نبضاتي , التي كانت تعود من كل اِعتراف خائفة متشبثةٌ بزوايا أوردتي بكاءً , متعجبة أمرنا..!
حقيقة أدركت , لما كانت ملامحك لا تشبه ملامحي جنوناً في كل لقاء ..!!

تلك هي أرصفة الحب , تأتي بما لا نشتهي ..
ولكننا نخضع في نهاية الأمر ..
فالقدر قد خط على الجبين القلوب..!

آنستي أعدك , لن أمضي إليك سوى إن فعلها قلبي وخانني دون أن أدري معكِ ..!

كانت أختي قد سبقتني إلى الخارج , حين أتاني صوتك من الخلف..
مددتِ إليّ بمجموعة مختلفة من أزهار الأوركيد ..
معلله أن ريم قد أخبرتكِ أنني أعشق جداً تلك الأزهار ..!
عشقي لها لم يبد إلا منذ عرفتك..!
لم أتناولها منكِ و أخبرتكِ ..
بأن أزهارك لا رائحة لها..!
تركتك ومضيت ..

في أي الطريقين أمضي ..
أصبحت أعلم , ولكن خطواتي ميتة لا حياة بها ..!
آسف آنستي ..
كنت سأموت بكِ ..
وها أنا أموت دونكِ ..!
فلا طعم للحب حين يأتي اِنتزاعاً ..!

أختي كانت تتحدث وأنا لم أكن أستمع لشيء مما كانت تقول ..!
كان الطريق أكثر غربة مما مضى ..!

هذا المساء لم يأتِ وعلى أجنحته حلم و أمل و أمنيات, كـكل ليلة إنما أهداني شيء من واقع أكثر صدقاً , حين أعاد إلي جميع اللحظات معكِ ...
فلم تسايرني ليلتها اللحظات على الابتسام , أو النوم , بقدر ما أثقل عاتقي كمداً و أسى ذلك الحب المزروع لك مابين أضلعي , لأنه ولد مثلي يتيماً سوى من الشقاء ..!
ككل مرة تعود الحسرة لتنتابني على نفسي فأبكي صمتاً , لأجلي , ولأجل هذا الشقاء الذي كتب علي أن أكابده طوال عمري وحيداً سوى من دقات الساعة وقلبي , وبعض من خطوات الليل على أكتافي ..!!

صباح ذلك اليوم أعلن قدومه بـ حـزن , عدا من ضوء ضئيل استطاع انتزاع أنفاسه من بين الغيمات ...
فبكى وبكت السماء ..!!

بالنسبة لي توقف ركب سير الحياة , غير أن أيامي تأتي بما لا أتوقع من أمل جم
ورغم هذا لا أعلم سر تلك القوة التي تأتيني في كل مرةٍ من انكساري ..!؟

مساء ذلك اليوم كنتِ قد عبرتي ممرات أوردتي بعد أن أثقلني الحزن لأجلك , لم تغادريني ولكني كنت رغم إحساسي بك أقوى ..
لم أنسك ِ.. !
ولم أتخطى تلك الحدود التي كنت أتمناها , لذا لن أحرم نفسي التحليق بها خيالاً ...
سر حزني لم يفقهه أحدٌ , وكذلك تجنبي اللقاء وإياكِ , رغم أنني في كل لقاء أتجنبكِِ به أعود لأكرهني أكثر فأتيقن بأنكِ مازلتِ كل الأشياء داخلي..!
صدقاً فأنا ..
أصبحت أقيس أيامي بتلك اللحظات التي أجبر نفسي بها على خوض مغمار الحياة المزدحم بالتائهين أمثالي , غير عابئ بـأي شيء سوى تعاطي يوم جديد من حياتي دونكِ ..
واستطعت أن أفعل وهماً ..!

ككل مرة يزورني بها الفرح , شعرت بـ " يوسف " قربي ..
تنهدت بعمق بعد أن وصلتني الموافقة النهائية على استلامي دار الأيتام كـ مسئول مناوب ..
تجرعت غصة الشوق والحنين لما كان في طفولتي قرب يوسف وتحاملت على حزني وابتسمت ..
سأعود طفلاً ..
سأكون ذلك الحلم الذي أغلقت أجفاني في طفولتي عليه في تلك الدار ولم يتحقق ..
سأكون حلم أطفال آخرين ..!
سأكون أباً وليس بأي معرفٍ كان ..!

الآن وأنا أضع قدميّ على عتبات باب الملجأ أيقنت كم تغيرت , وكم هي السماء كريمة معي حين أعادتني لأرسم على شفاههم ابتسامة لا تشبه تلك التي نمت أعوماً معي ..
هي الحياة قاسية ولكني علمت ذلك متأخراً , بقدر ما عشت قسوتها مبكراً ..!

لبعض الأحلام " قمر" تحتويه سماء ولا يضئ على أرض..!
أنتي لم تتسع لكِ مجرات أحزاني , لذا استوطنتي قلبي , ورضيت ..!


في الداخل , الوقت توقف !
في الخارج , أصوات ضحكاتهم تعبر نحوي تأتي بكل التفاصيل الصغيرة لأحلم من جديد معهم..
الآن , الوقت مازال يمضي نحو يوم آخر من عمر الغد !





تمت ..
وللعابرين نور وطُهر ؛.


توقيع :  عروس السماء

 
مَدِينَتِي :
هُمْ عَلمُونِي الصّمتْ فِي حُضورِ أَحزَانكْ..!

عروس السماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس