عرض مشاركة واحدة
قديم 13/03/2016, 02:43 PM   #478
محمد الفيفي
شاعر
 
الصورة الرمزية محمد الفيفي
افتراضي

.




رَحَلَ الحبُ بالوعودِ جميعاً
غير وعْدٍ تركْتَهُ من جراحكْ

لمْ يزل يشعل الحنينَ ويبقى
مثلَ سهمٍ غرسْتَهُ باجتياحكْ

ملهم الروح شاعري وملاذي
هل إلى الغيبِ بعتني لرياحكْ ؟

هل نسيتَ الغرامَ وقت تدانٍ
عندما أسْلم الدُجى لصباحكْ ؟

وتسلّى النسيمُ بينَ رياضٍ
يعصرُ الوردتينِ من أقداحكْ

أيها الواهمُ الذي كان حقاً
كيف مرّت بنا السنون لراحكْ ؟

كيف كنّا وكيف أصبح يبدو
حبنا طائفاً على كلّ ضاحكْ

ما الغرام الذي يموتُ ويحيى
ما الحنان الذي بلا مصباحكْ

لا رعى الله عشرةً تجلب البؤسَ
وتزدادُ حسرةً من رماحكْ

سر بنا للرحيل عمداً فإنّـا
قد تركناك في غرور جناحكْ

واسترحنا كأننا ما عشقنا
واستفدتَ الأسى لذكرى نواحكْ

عد لأدراجك التعيسة حتى
تبصر العجز بعد سيل نجاحكْ

واذكر الوصل عند ليلٍ طويلٍ
تحضن الدمع سارياً بوشاحكْ

ينتهي الحبُّ والشجونُ تنادي
ذكريات الهوى على أدواحكْ

لا يفيد البكاء بعد فواتٍ
لا يعيد الحياة صوت التياحكْ

يا صديقي كما تضيع الثواني
كنْ ضياعاً يمرُّ في ألواحكْ

إنما العمر بهجةٌ وسرورٌ
لم تعد بيننا وبين صفاحكْ

انتهينا وللهدايا ربيعٌ
مات مثل الهوى بفعل سلاحكْ

إنني راحلٌ أثورُ وأهدا
بين مرّ النوى وعطر أقاحكْ

إنني راحلٌ ولستُ أبالي
لم أذق منك غير طعم جراحكْ

إنني راحلٌ وإنْ حنّ شعري
فكما فاسدٌ على إصلاحكْ

في دمي من شظاكِ حمل بعيرٍ
ومن الويل مثلما لارتياحكْ

فاترك الحب للخيانةِ إني
تاركٌ حسرتي لزيفِ صياحكْ





.
توقيع :  محمد الفيفي

 .

يعلو البكاءُ وما للمحسنين يدٌ
ويوغلُ الموتُ والأيامُ تنفينا



محمد الفيفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس