الموضوع: من شباك غرفتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 05/02/2012, 05:07 PM   #2
مختار سعيدي
إمـلائـي
افتراضي

اليوم 2012.02.03
كان صباحه حزينا رغم اللباس الأبيض الذي ارتدته الطبيعة ،ذكرتني بوعد الحبيبة في الحلم الجميل ، و شجرة الصفصاف التي تركتها البارحة عارية طلع عليها نهار اليوم وقد كفنها الليل في نظري بثوب الموت الأبض ، ترفع اطرافها الى السماء و كأنها تطلب نفخة روح جديدة ، هي وحدها اراها تتشبت بالحياة .... ما حلمت البارحة بشئءكان الليل طويلا جدا ، حالكا ، مدلهما، افحم نوارس النفس المضطربة ، وزين الفضاء لخفافيش الارق ...تهاجمني الذكريات من كل جهة ، أهشها يبدي ، اصرخ في وجهها ، امزق السكون الذي تريد ان تستقر فيه ، امسك بها كما المزهرية و اضرب بها على جدار النسيان فيردها ألي و قد تناثرت ورودها امام قدمي ...
أي حبيبتي هكذا بدأ اليأس يمخر املي و القلب تستوطنه الأحزان ، ما بقي في محبرتي حبرا ورديا ، و انا الآن أكتب بنزيف الشجون الأسود على هذا البياض الذي اصبح يكسو كل مدينتنا ، هناك في ىخر الشارع أطفال يلعبون بأكوام الثلج ، احسدهم على هذه البراءة التي منها كنت أغذي مشاغباتي معك و تمردي عليك ، وانت تسترضيني كطفلك الصغير ، اغضب في كل منعطف و اعطيك ظهري و اراك تراوديني برفق محتسبة مهجتك وتعبك في سبيل ذلك الحلم الجميل ، لا يرتاح لك بال و لا تنام عينك حتى ارضى ، فما اعظمك في غيابك و ما اهونني...الآن اشعر بالفراغ الرهيب الذي دفعتك اليه بسذاجتي وتهوري ، انه الان يمزقني ، يخنقني الندم و يطحنني الأسى بين ضرتيه ....ايتها الرقيقة ، ايتها النسمة التي انعشت في ذاتي حب الحياة ، و بنت وكرا كان في كل مساء يأوينا ، اراه الآن سائر الى الخراب ...الى الزوال ...الى الفناء ...
مختار سعيدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس