عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28/10/2007, 01:19 PM
عبدالرحمن الجميعان عبدالرحمن الجميعان غير متواجد حالياً
كاتب و ناقد
 



عبدالرحمن الجميعان is on a distinguished road
افتراضي هلوسة وسط الضجيج!

تقف في وسط الكلمات تنتقي وتكتب...
يخونك التعبير..بل تخذلك تلك النفس الملولة...
ماذا تعمل!؟
الدنيا تزحف عليك...وتمسك تلابيبك، وتغت بلعومك غتاً، فلا تحير جواباً!
و فجأة يتفتق القلم عن شيء مخبوء تحت حرفك ينبلج نوره في لحظة من لحظات إشراق ...ولحظة من لحظات اطراق كاطراق أفعى..!
الكتابة هم لا يعرفه إلا من يعانيه، ومن يعيشه، ومن يمسك بقلمه ليكتب شيئاً ذا بال، وليس كتابة يومية تستهلك العقل والتفكير فيما لا طائل تحته..!
و تجربتي مع الكتابة أنها حالة تشبه حالة الوضع....التي يسبقها المخاض، والوجع والألم المضني لأنها تعلن عن ميلاد جديد...هذا المولود حي الشهيق، متحرك الأوصال، تقذفه من رحم القلم ليستحيل كائناً مستوياً، يحادثك وتحادثك، ويكون لسانك، بل وجهك الذي به نقابل العالم!
ألا تشعر معي أيها الكاتب-بله القارئ- أنها هذه حالاتنا!؟
أننا كثيراً ما نترك القلم والمكتب لأننا نغتم من الحرف ولا نعرف له مسلكاً ولا طريقاً...!
و إن تعجب فعجب حالنا أننا عندما نتهيأ للكتابة نجد أنفسنا قد استوت للكتابة، وانثالت الأفكار علينا، وأصبح فكرنا وتفكيرنا مخطوطا بخطوط واضحة في أمخاخنا...و لكن ما أن نتهيأ للكتابة حتى نرى الأفكار طاشت، وشالت، وتحطمت آمالنا فيها على صخرة الوهم و جبل من الغم و وصخور الهموم المتراكبة بعضها فوق بعض!
و أتا أعلم أنني كتبت في هذا مرارا عديدة، ولكنني أراها حالة ملازمة، فما العمل!
أحب أن أكتب..ولكن أعجز عن الكتابة..!
و الكتابة عندي بخاصة هي أعلى شأناً من الأكل والشرب...لأنها حياة أمة، وحركة مجتمع..!
بل إن الأمم لايمكن أن تكون إلا بها....فمن اقرأ واكتب انطلقت هذه الأمة، تجوب رقاع الأرض، وتنثر عطر الحبر على قمم الجبال، وبين أفانينالزهر...!
أوه ..لقد أكثرت من الهذر...أليست هذه هلوسة...ولكنها هلوسة واع، وليست من هلوسات المأفونين والمخمورين!  
رد مع اقتباس