عرض مشاركة واحدة
قديم 24/07/2010, 10:01 PM   #6
مريم الظاهري
إملائية
 
الصورة الرمزية مريم الظاهري
افتراضي

.
.
حزمت حقائبي و ها أنا أرحل..
إنني أذهب إلى مصيري المجهول سيدي..
لا تسألني ..
أو تقول لي لا تذهبي..
فأنا لن أتراجع و هذا قراري الأخير..
سيدي يا ذا المكانة العالية..
لا تحاول أن تثني من عزيمتي..
أو تغير رأيي و تجعلني أبقى في قلبك..
أنا لأني أحببتك تركت كل شيء خلفي..
حاربت ذاتي و مجتمعي و مشيت خلفك..
سرت ورأك و تحديت كل التقاليد..
لا بنادق أبناء عمي و لا خناجر أبي و أخوتي..
أخافتني أو بثت في الرعب و أبقتني..
بل سافرت أليك على متن عشقي حالمةً فيك..
إختبئت تحت جلبابك و أردتك لي..
أحببتك من كل قلبي..
ليس لوسامتك و لا لشهادة الدكتوراة التي تحملها , أو الشركات التي تديرها..
أحببت قلبك و روحك الطاهرة..
و لهذا حاربت كل الناس لأجلك..
و كما قلت لك مسبقاً..
لم آبه أبداً لكل ما تملكه أو بذاك الكم من الحسناوات اللواتي تعرفهن..
تحملت جراحك ..
و ضمدتها وحدي علّك مع الأيام تتغير..
دست على أشواك قسوتك و لا مبالاتك..
و ضحكت على نفسي و قلت أنها لا تدميني..
كنت قوية .. و كنت أزداد صلابة مع كل يوم..
و أتمسك أكثر بحلمي .. و أقول أني لن أتركك البتة..
حين تعرضت لحادث و أحترق وجهك الوسيم..
تخلى عنك الجميع و لكني بقيت أداوي حروقك..
قطعت العالم معك نبحث عن علاج..
أعدت ترميمك و هيكلت كل ما أحرقه الحادث فيك..
إلى أن عدت ذاك الوسيم آسر قلوب العذارى..
ظنتت أنك ستقدر مجهودي أو ستعود لكياني..
و لكنك خنتني ..
و خنتني مع تلك التي تغار مني..
جعلتها تشمت بي ..
و تمشي تفاخراً و خيلاءً و تقول لقد أغويت حبيبها..!!
صدقني لم تعرف كيف قتلتني بذاك الخبر..
صدقني لا تعرف أنك أودعتني تابوتي في ذالك الحين..
و اليوم بعد أشهر قليلة من معرفتي بعلاقتك معها..
لملمت أشلائي و أمتعتي و أهم بالرحيل..
بعد أن أحسست بالغربة مع نفسي..
بعد أن قاسيت سمك الذي سقيتني إياه بالعسل..
قررت أن أعود إلى رشدي..
و أترك كل تلك الأوهام و الأحلام الغبية التي تكسيني ..
أن أزيل الغشاوة عن عيني و أترك الدياجير المظلمة..
نادمة على أعوامي التي راحت مني هباء منثوراً..
نادمة كل قطرة حب و مثقال حنان..
نادمة على كل شي ..
لا أدري ما كنت سأقبل بالعودة فيما بعد..
أو بالرضوخ لقلبي الممزق الذي يريدك..
أو ربما الإصغاء إلى نبضاتي المتكسرة و إحياء أوداجي التالفة برائحتك..
لملمني و أنثرني..
فلا فائدة من البقاء هكذا دونك..
سأعيش بلا أحلام و أماني أو هدف..
بعد أن تركت كل شيء خلفي لأجلك ..
سأعود للخلف و لن أمضي لأمام ..
و سأبقي منطوية في حياتي مع الأحزان..
في غربتي و عزلتي..
و سأحمل حقيبة الذكريات كل يوم و أقف على سكة القطار..
علّه يصدمني و يأخذ مني ما تبقى و يطلق سراحي و يريحني من العيش خلف قضبان الألم..
أقاسي الوحدة و الغربة و الوجع و الندم..
و أطير بروحي حرةً إلى عنان السماء..
.
.
توقيع :  مريم الظاهري

 

[ . . الصدى . . ]
,
مجرد صدى صوت قادم من حيث لا صوت ..!!
إلا ..
صوت الألم ..
بعض الآهات و الأنين ..
و كثيرٌ من الوجع الممزوج بالصرخات المكبوتة ..!!
مريم الظاهري..
مريم الظاهري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس