عرض مشاركة واحدة
قديم 21/07/2008, 08:07 AM   #104
مياسم
ابنة المطـر ..
 
الصورة الرمزية مياسم
Thumbs up من الرِّوَاياتِ الجميلَة .. التي قرأتها ..



* بَرزخٌ زَمنِيٌّ لا أدرِي ما أُسَمِّيه .. ! ......
وَ في دَقائقِ ذَيَّاكَ البرزَخ ، كَانت أحداثُ طُفولَتِي و صبَايْ .. وَ حتى هذَا الوَقت ..
تمرُّ أمَامِي مُسرِعَةً بِلا مَلامِحٍ وَ لا هوِيَّة .. وَ كُنتُ أعرِفُ أنَّهُ بِدُونِ أن أفُكَّ شِفرَة خِزانة المَاضِي ..
وَ بِدُونِ أن أُبحِرَ في دَواخِلِ هذا الإنسَانِ البَاكِي أمَامِي .. ؛ فَإنَّ ما سيبقَى لدَيّْ مُجرد مشَاعر ..
وَ لهفَة على الأيَّام الخَوَالي .

* زُوَّارُ الليلِ ، غير المَرغُوبِ وَ لا المُرحَّبِ بهم .. يَحتَفِظُونَ في حَقائبِهم -عادَةً - بِأجهِزَةِ الاستماعِ الدَّقِيقَة ..
بِالإضَافَةِ إلى الحسِّ المُرهفِ وَ الأنَامِلِ الرَّشِيقَة ..


* وَ أنَا أكَادُ أبكِي - يا أمِّي - بِانتظَار تكملَة ما بدأتُ سماعَه في غُرفَة النَّومِ العلوِيَّة ..
وَ تَذَكُّرِي أنِي لا أخشَى البُكَاء ..
لِأنَّ تُراثنَا السُّعودي لا يقُول شيئاً في ( سفرِهِ ) غير المَكتُوب .. عَن العَواطِفِ الإنسَانِيَّة ..
وَ عن عاطِفَةِ البُكاءِ من أجلِ الحُصُولِ على شيءٍ ثَمِين .

* لَقد قُلت يومَ الرَّحِيل من مسقَط إلى شَرقِ بلادٍ غَرِيبَة .. للتوِّ كَانت تُجاهِدُ بِقيادَةِ بطلٍ اسطُورِي ..
من أجلِ وِحدةٍ ظنَّ الكثِيرُون أنَّها مُستحِيلَة .. لَقد قُلتُ لِنَفسي " إنني لَو كُنتُ مكَانَ أخِي الظَّالم في - بنقلان-
وَ عدلتُ .. وَ كَانت عَرِيكتِي أكثرَ لُيونَة ؛ لَما شُوهدتُ صَبِيَّةً وَ هي تُحملُ كَهديَّةٍ من سُلطانٍ إلى سُلطان .


* ألا يَكفِي أن يُؤمنَ الإنسانُ بإلهٍ وَاحدٍ حتى يشعُر بالطمأنِينَةِ وَ الرَّاحة ..
مالذِي سَيزِيدُ في أمنِ-ابنِ آدمَ- وَ طُمأنِينَتِه إن هُو عرفَ أنَّهُ مُجبرٌ أو مُخيَّرٌ في تصرُّفاتِهِ وَ أعمالِه .. إلى أن يَمُوت .. ؟؟
لا شيءْ .. بالتَّأكِيد .. بل إنَّهُ قد يُضيِّعُ حتى الإيمانَ بالخالِقِ نفسه .. إن هُوَ كُوشِفَ بما وراءَ السِّترِ وَ الغيُوب .
لا يَكفِي أن يستَقرَّ الإيمانُ في قلبِكَ فقط إنَّما لا بُدَّ أن يُردفَ هذا معرِفَة حُدود الصلاحِيَّة المُعطاة لك -كَإنسَان-
لِتُحقق وُجودكَ في هذهِ الحَياة .. وَ علامَ سيكُونُ العِقابُ في حَياتنَا الآخرَة .. ؟
أعلى ما اختَارهُ الإنسَانُ لِنَفسِه من سُلوكٍ أثنَاءَ قضَاءِ أيَّامهِ القليلَة على هذهِ البسِيطَة .. ؟
أم على ما كُتبَ لهُ - جبراً - من مقَادِير ؟

..... كَادت اقتِباسَاتِي ألاّ تنتَهِيْ ...
رِوايَة ( قلب من بنقلان ) .. في النُّسخَة الالكترُونيَّة .. لِـ د. سيف الإسلام بن سُعود بن عبدالعزيز آل سُعود ..

توقيع :  مياسم

 


إنْ مررتَ قرِيباً من هُنا ، فاقرأْ على شَاهِدة مَوتِيْ :
ميَاسِمٌ لا تنسَى يوماً فيهِ رُوِّيَت بِالمطَرْ .

مياسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس