عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18/11/2008, 05:26 PM
عبد الله مصالحة عبد الله مصالحة غير متواجد حالياً
كاتب
 



عبد الله مصالحة is on a distinguished road
افتراضي الحزن : أيها المذهب العتيق !

أضرمتَ البَنان ب حَوقلة لسان وذبت غافيا ً على مَدِّ الجَسد , ترقُب تعاريف انهراقي في ينبوع فاقَتك , تحرسُ صَمتي في إناءِ صَمتك وتحلُم ب نَزعِ بَقايا الأنفاس من غضاضة مأربي , ف استوى فيكَ جُنح الرّخاءِ وَجعا ً ليلطِمَني بحر الرثاء مبللا ً دون تغطية ل رقبتي المنثنية في بهاء صرامتك , لُكتكَ عاما ً تحضره القرون ومزَجت معك غريب إمتعاض لأستوي عالقا ً في حميم غصّات ذابحة لـ بثور الجسد المدكوك بك , رمزٌ فيكَ يسحر غريزَتي ويضع مكاييلَ الجنون في صَدر عُتمتي ولا حائل لقوة شرودك فيّ غير سطوة الجدران الثاقبة لملامحي , أتراه الصائِحُ منك يُدرك ما ارتأى بصوته المكلوم ..؟ أم تجعله كفيفا ً لا يبصر ضوء فطرتك في النحرْ ولا يلحق بك قَدما ً إلا وكفن أشلائه يسبقه إلى فناءٍ تامّ , هذا ما اردفه ليلُ السهارى في حرمك المقنن ب الأنات , ليغتسل منك خمسَ مرّات كـ فروضٍ بديلَة زيادَة على تبليغ السماء , يتسمّرُ بدهشة المنتظرينَ ساكِنوك, فلا ينزل عليهم مطر رحمة إلا وأوفيتَهمْ غَنيمة الموت بلا إدراك , سيذكُرون واديا ً صَرعَ مُبتغى أرواحِهم حينَ لحظة ارتماءٍ في كينونَتِكَ المُمرِضَة , يجوبونَ أفكارَ الرّيح الساحِبة لـ بَسَماتِهم ويلوّحونْ للغدِ ب أكتافٍ مَكسورة ملّت عناقَ السراب , ومستَقبلُ اعمارهم سيَبهت فجأة إحتضان ملمسك الـ يوازي شوك الأرض المنتَحبِ تُرابا ً , غَداةً حيثُ سُجونُ الأبرياء إلى رتابَة العَجزة الجالسينِ تقرفصا ً , تفضُّ بكارَة المَعنى الجَميل لـ تُحيلَه أسئلَة مَقطوعَة أجوبتها داكنة كـ سَواد الأروقة النائيَة , ما اختارَك التاريخُ لَهم مَعقِلا ً وما حَباكَ الوَقت لـ أفئدَتهم دَواءْ , دلَّك الوَخزُ في أعناقِهم المتصبّبِة آها ً على حِرفَتهم في البقاء وأصواتهم المُكدَّسة في زوايا الطّين مرتعا ً ألِفتَه بحُسن جِوار وألِفَهم ب سوء احتضار , مَرجومٌ أمرك في استِنطاقِ الحروفْ , يفتك ب الأصابعِ حينا ً وحينا ً تبتر باكيَة لـ معاجِم قمريَّة أشَدُّ تثبيتا ً للنَّفسْ ونفحات العقل , حّرَروكَ تَقليدا ً حينَ مازَجَتهم غَيبوبة الحَياة واستَوطَنت مُعتقدا ً أبدَ هَوس البكاءِ في أرواحهم , فمن يَحمل بقاياهمْ يا شَديدَ الظِّلْ .؟ وَمن يَزرَعُ في إناء مَوتهم زَهرة أمل كـ تلك المستَميتة فرحا ً على جَداول البقاء , سَيشكُونَك لـ عالمٍ قَديرْ دونَ ممارَسة الأمجاد في الحَديثْ , يعصِبونَ لَك قمقما ً خاويا ً مِن رأفة ويَضعونَ نُبل صُراخهم في ثَناياه, حتّى يَصل نِداءُ الشَّقاء سماء ً سابِعة
تَرُدُّكَ بلا أفق إلى حيث يَرغبون !
 
توقيع :  عبد الله مصالحة

 

حُزنٌ يَصْمِتُ لَهُ نِداءُ الاسْتِغاثَة !
رد مع اقتباس