الموضوع: قصيدة مغناة..
عرض مشاركة واحدة
قديم 15/06/2008, 12:23 AM   #12
أحمد بدر
شـاعـر
 
الصورة الرمزية أحمد بدر
افتراضي

ثورة الشك

عبد الله الفيصل


أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي=أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي
يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي=وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي
وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي=ِإلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ
وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَوْدٍ=يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْرِ أَمْنِ
وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَدَرُ المُوَالِي=بِأَحْلاَمِ الشَّبَابِ وَلَمْ يَفُتْنِي
كَأَنَّ صِبَايَ قَدْ رُدَّتْ رُؤاهُ=عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّي
يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِي=وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي
وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ=أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي
كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِي=يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي
عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي=وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي
وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً=وَلَكِنِّي شَقِيـتُ بِحُسْنِ ظَنِّي
وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِي كَثِـيرٌ=مِنَ الشَّجَـنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِي
تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي=وَتَشْقَى بِالظُّنُـونِ وَبِالتَّمَنِّي
أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ=حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي


سمعت بيتا لها قرب بائع السندويشات وكان لي يومها من العمر حوالي الـ 16 ربيعا
ولم أعثر على الأغنية إلا وعندي الـ 20 سنة حينما سألتُ رجلا مصريا عنها فأجابني أن هذه (سورة الشك)
ولقد وقع في نفسي شيئا من الشك بجوابه حتى تيقنت أنه كان صادقا
الشاعر عبدالله الفيصل.. ولو لم يكتب غيرها لكفته
ليس ليتمها إذ لم تكن لها أخت ولكن لأنها اختزلت مشاعر صادقة بعيدة عن تكلف الشعراء وتهويلهم
وصياغة راقية لجدلية بين العين والأذن راوح صاحبهما تقصيا الحقيقة التي خاف وقوعها.
استمعت لمقابلة مسجلة أجرتها إذاعة صوت القاهرة مع الست وحينما تطرق المذيع لهذه الأغنية سائلا
أجابت: أهداني الأمير عبدالله ديوانا.. فقرأتُ في ما قرأتُ ثورة الشك وأعجبتُ فيما أعجبت ثورة الشك
ومن يقرأ ردها يعلم مدى ثقافة هذه الأسطورة حيث ما نوهت بغبن لغير تلك القصيدة
ألحان السنباطي طبعا رجل القصيدة الأول للست
للآن حينما أتلوها ما بين نفسي وبيني وعندما أصل للبيت الذي يقول
تعذب في لهيب الشك روحي
أستبدل تعذب بـ تؤدب
فالتأديب عندي أصعب من التعذيب لأنه يحاول استيطان مكانا ليس له طردا لصاحبه الأصلي
مودتي للجميع.ز
توقيع :  أحمد بدر
أحمد بدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس