عرض مشاركة واحدة
قديم 29/01/2010, 10:31 PM   #5
ابتسام آل سليمان
شـاعـرة و كــاتـبــة
 
الصورة الرمزية ابتسام آل سليمان
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى العيسى مشاهدة المشاركة


أما الشّطرُ الثّاني فكثيرًا ما استوقفتني "تحرِقُ أمواجُك شمسي" ليتخيّل المرءُ كيف تحترقُ الشّمس أمامَ الأمواج؟! و لكنها أمواجُ بحرٍ غير البحر و يدٍ غير اليدِ ، أستعيدُ مشهدَ "أهربُ منكْ" لكأنه الشّمسُ التي نبحثُ فيها عن الدّفءْ لكنّا نفرُ من سطوةِ الحرّ المنبعثِ منها .. نبحثُ بحوجٍ شديدٍ عن الضّياء لكنّا نتيقنُ بأننا أمامَ ضوءٍ يفتك بالبصرِ لِيلقي بأرواحنا في غيابةِ العتمة.



في بحرِ يديكَ أفتِّشُ عنـ**ـكَ فتحرِقُ أمواجُكَ شمسِي
لا أميل للقول بجعل الأمواج هي الفاعل و الشمس المفعول به ,
و لسان الحال : إني أرى ما لا ترون , ورأيي قد يحتمل صوابا و نقيضه
أرى هنا تقديما و تأخيرا وهو من الفنون البلاغية , و مثاله الأشهر في الذكر الحكيم :
{‏إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ‏}‏ ‏[‏سورة فاطر‏:‏ آية 28‏]‏‏
الله : لفظ الجلاله في مقام المفعول به , و العلماء الفاعل
تقدير الكلام : إن أشد العباد خشية لله العلماء
ولنعد لبيت نزار:
في بحرِ يديكَ أفتِّشُ عنـ**ـكَ فتحرق أمواجك شمسي
أراها : فتحرقُ أمواجَـكَ شمسي
تقدير الكلام : فتحرق شمسي أمواجَـك
الشمس الفاعل و الأمواج المفعول به
ولربما لجأ نزار لهذا لأجل أن يستقيم الروي و القافية ,
فالروي هنا السين ,و القافية (نفسي , شمسي)
توقيع :  ابتسام آل سليمان

 

ابتسام آل سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس