الشتاء :
تكاثرت فيه المشاكل و توالدت بشكل كبير .. غدت الرطوبة التي احتوت الزوايا أكبر مكان يولد مشاكلهما , كنت أنظر لأمي و هي تشيح بوجهها عن أبي .. و أرى أبي و هو يبتعد كل لحظة .. لينام على الأريكة .. و تنام أمي وحيدة ..
الخريف :
سقطت آخر ورقة كانت تمسك بيديهما .. انفصلا فاتسعت الشُقة و عظمت المسافة .. جمع أبي كل شيء .. و ترك كل شيء يذكره بأمي ..حتى نحن ..كانت أمي تود أن تحرق كل ما يدل على أبي أو يذكرها به .. لكنها في اللحظة قبل الأخيرة أخمدت عود الثقاب .. لعلها كانت تخاف لوم اللائمين ..!
الصيف :
احترقا ..أمي تموت كل مرة ألف مرة و هي تراني أرسم أبي على مرآتي .. و أكتب اسمه .. أقبل صوره .. أناديه .. و أقول أمي " لماذا لا أرى أبي كل يوم "
تتنهد ثم تطلق زفرة حرى .. و تصمت .. أبي يمر من أمام بيتنا .. - أشعر بذلك- يتمنى لو خرجت أو ألقيت بنظرة من خلال النافذة ..
الربيع :
حينما وافقت أمي على أن تفتح قلبها مجددا لأبي .. و بعد أن رضخت لمطلبي الوحيد في أن نجتمع كأسرة .. أعلن أبي زواجه .. لأكتفي برؤية أبي من خلال صوره ..!