لا ندري كيف نغفل ، فالغفلة تأتي على حين غرة من غفلة أيضا ، ومن خلال تراكم الغفلات يستقوي الشيطان ، ذلك أن الغفلة مسربا خطيرا يتسلل إليه ويبدأ بممارسة القائته وان كانت مقطرة لاتشعر بها ، يقودك دائما بهدوء لا يستخدم معك العنف الفكري ، ولا يستغفل وعيك بل يكف وسوسته عنك حتى يبدأ فكرك بالاشتغال فيما لا يفيدك في الدنيا والآخرة ، هنا يتقدم ليمسك بخيوط اللعبة الانحرافية ، ورويدا رويدا يحول تفكيرك نحو الانحراف الجارف ، لينتج منه سلوكا منحرفا ، يبدأ الانحراف بفكرة شاردة ، خرجت من دماغ يعاني البطالة الفكرية المنتجة لأفكار لاتفيد ، ومن ثم يبدأ الشيطان العزف عليها ويتحكم في الحركة الفكرية مازجا اياها بخيالات مريضة ، وسلبية ، حتى يتحول ذلك الخيط الفكري إلى "خطام جمل " في يده ، فإذا بك ذلك الجمل الذي يقوده صاحبه إلى منحره ، وحين تسمح لذاتك التماهي مع أفكار الانحراف تتحول إلى جمل مخطوم بها يقوده الشيطان إلى حيث يريد.
الخلاصة:
إن فكرة الشر تبدأ ذاتية قابلة لأن تتحكم بها ، ثم حين لا تلغيها وتشتغل عليها ، تخرج من تحكمك الذاتي الى تحكم الشيطان ، ليغويك بها عمليا.
