هديتي لك ..
أجيء وبي من غاسق الصمت وحشة
وليس سوى نجم السهاد سمير
أناجي دمشقا بيننا من طلاوةالصبابات عهد بالدماء يفور
فيهتز من عرفانها طلل الهوى بذاكرتي والمستهام ذكور
هي الشام.. واهتزت إلى الشام غلتي ومن بردى يهفو إلي نمير
عشية إعلاني على كل شاهق مدى بصري من قاسيون أمير
فدار شراب لم يدر قط نخبه على مر أيام الزمان مديرُ
شراب له من عهدة الشام أنه توفى به للعارفين نذور
عرفت به من نشر روضة نفحة لها في رميم الذكريات نشور
فوشحت من وهم الربيع بحبها جدوب زمان هن فيه عبير
ولاح غدير من سراب وطالما هفا بي من مكر السراب غدير
وما تهتدي تلك السبيل التي لهامحط الهوى إلا بحيث تجور
فأرسلت شعرا ذا أحابيل لا ترى بها ظبية البيداء كيف تنور
شربت له من زاهر النجم قهوة تثاءب منها في السماء فطور
غيورا على أن لا يذوق مذاقهامن القوم إلا ماجد وغيور
فيا لك من شوق هنالك طربت به من نجوم الليل فيّ طيور
وطارت على ليل الدهور ولا أرى لها مهبطا إلا بحيث تطير
قوائم عهد لا ينال غليلها فرات، وإن طابت هناك نهور
كأن شرابي من ظماي لجلق تفوح بذاك الليل منه زهور
أيا جلق البدء التي نحن ننتهي إليها سلام من سناك عبير
سلام وجرح الحب فينا وبعضنا على نحت أيام الزمان صبور
تذكر أصحابي الزمان الذي مضى وجاشت بمكنون الحنين صدور
ولم يشعروا أن الزمان الذي مضى
منيرا لغير الآفلين ينير
فرحت وما استعبرت من عبرة إمرئ
ولا أنا فيما يرتئوون أشير
كأن لم تدر برأسي عواتق من الغضب الوهاج حيث أدير
ولا هاجني الأقصى ينوح جداره لينقض و الحمس الحماة قبور
و يوم الشآم المستراد و ماؤه غزير
ولكن العراق كسير
ينوء مهيضا بالمصيبات لا ترى سندا
إلا عليه يهور
وما الغيب مما يذكر الناس إنمايروق الذي يمضي وليس يحور
ففاضت دموع واستهلت كواكب لها بين أنحاء الضلوع زمير
أبو شجة .