عرض مشاركة واحدة
قديم 25/07/2009, 02:39 PM   #47
ابتسام آل سليمان
شـاعـرة و كــاتـبــة
 
الصورة الرمزية ابتسام آل سليمان
افتراضي

أستاذنا الأديب وناقدنا الرائع سعد :
استكمالا للحوار الذي مازلت تتحفنا بغيوم من الروعة وكنوز من ثقافتكم الموسوعية:
الناقد و صاحب العمل الأدبي و المتلقي هل هناك بينهم حلقة وصل
بمعنى أن الناقد يحرص على مراعاة جانب المتلقي كما قد يحرص عليها صاحب العمل الأدبي؟؟؟



قرأت هاتين القصتين فأحببت أن تمدنا برأيك وما السبب لتكرر مثل هذا :

القصة الأولى.

يروي أحد الأدباء عن صديقه : ( عندما كنت أنا في المرحلة الإعدادية من الدراسة في تلك الفترة كنت

اكتب الشعر تواصل وكذلك أقرا العديد من الكتب والدواوين.. ذات مرة عرضت على أحد الأساتذة

الذي ظننت به ما لم أجده فيما بعد إذ كنت اعتقد انهُ من المطلعين في المجال النقدي.. عرضت

عليه أحد النصوص التي كَتَبتها.. لكن فوجئت بإجابته وهو ضاحكا " أو هذا هو الشعر.. ؟ حينها

خجلت وخابت كل الآمال بالكتابة وقلت له حسناً.. أنها محاولة..بعدها فكرت في خطة اكشف فيها

نقطة الضعف في النص أو في الناقد. عدت بعد أيام فعرضت عليه نصاً من أروع كتاباتي وقلت له

هذا نصا للشاعر الفُلاني _ أحد الشعراء المعروفين _ قال لي بجواب كنت أشبه بالمتأكد منه.. هذا

الشعر حقا وليس ما جئت به أمس. )

القصة الثانية في مطلع الخمسينات من القرن الماضي ظهرت رواية إيطالية اسمها " الفهد " من تأليف

( تومازي دي لا ميدوز ) وهذا الكاتب مات قبل روايته بأشهر. لَمْ يكن هذا المؤلف معروفاً في

الأوساط الأدبية أو لدى القراء إذ لم يكن قد نشر شيئا أو اصدر مطبوعاً إلا هذه الرواية التي لم تر

النور في حياته. لكنها وهو يائس من رؤيتها مطبوعة بعد لا سيما بعض مقالاته ومواضيع رفضتها

الصحف والمجلات بلا استثناء فزاده ذلك يأس من قبول إحدى دور النشر لروايته.

وقد كان محقا في يأسه لكونها لا ترتقي إلى مستوى الأعمال الإبداعية المهمة لكن ما حدث بعد وفاته

ان أحد النقاد الإيطاليين واسمه ( جورجيوساني ) علم بأمر هذا الكاتب فاتصل بأرملته وطلب منها

المخطوطة لقراءتها وحين قراها بعناية الناقد المخلص. وجد فيها دلالات و أبعاد فكــرية هامة جديرة

بالاهتمام والقراءة فكتب فيها مقدمة منوها لها كاشفا عن روح الإنسانية فيها ثم دفع بالمخطوطة إلى

الناشر (ولتربدللي ) في ميلانو لتظهر – الرواية في زمن وجيز وتكون بأيدي القراء الذين لم يسمعوا

بهذا المؤلف من قبل ولكن ما إن مضى على ظهورها شهرا واحدا حتى بلغت طباعتها ثلاث طبعات أما

في الشهور الستة اللاحقة فقد بلغ معـــــدل طباعتها ثماني عشر طبعة وترجمت إلى اللغات الحية وظهرت

في فيلم سينمائي )
توقيع :  ابتسام آل سليمان

 

ابتسام آل سليمان غير متواجد حالياً