عرض مشاركة واحدة
قديم 02/09/2010, 03:26 PM   #3
إسلام إبراهيم عثمان
شـاعـر
افتراضي

موضوع رائع ومهم بارك الله فيك...

تختلف إجابة هذا السؤال باختلاف خلفية وعقلية صاحب الإجابة

1- وبما أنني شخص مسلم خُلِقتُ لأعبد ربًا واحدًا ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات : 56] )
+
2- وانطلاقًا من هذه النقطة في التفكير وبمعرفة أن العبادة يقع في إطارها كل فعل يصدر من الإنسان ، حتى تواجدنا هنا ونقاشنا هذا ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام : 162] )

= نجد أن الإجابة على هذا السؤال -لشخص مسلم- يعتصم بدين الله الواحد واضحة وسهلة.
فكل ما لا يرضى الله عنه يقع خارج دائرة الإلتزام وكل ما يرضى الله عنه داخلها!
ولكن ليست هذه الكلمة بالبساطة التي تبدو بها فستجد أن الجميع يتنازعها من كل جانب ، والكل يزيد وينقص ، وليس غير البصيرة والعقل دليل في هذا التيه الفكري!

- لا تعني كلمة (كل ما يرضي الله) أن الأدب يحصر في زاوية التدين الزائف الضيقة ، فالأديب الملتزم يكتب في كل مجال وبحرية طالما لا يقول شيئًا منكرًا ولا يحرض على باطلاً.

فبعض الأخوة ممن يرفعون شعار الأدب الملتزم ما إن سمع مثلاً أبياتًا غزلية ليس بها ما يسئ تجد وجهه مسودًا وصدره حرجًا ضيقًا وكأنما تحدثه عن شئ فاحش ، وتنهال الفتاوى منه عن التعلق بغير الله ، ولا يدرك أخانا المسكين أنه تائه ضائع لا يفقه في الدين ما يجعله أحد أهله.

إذًا فما يدّعونه هؤلاء المتزمتون ليس أدبًا ، فلقد قسم الله لنا أن نأخذ نصيبنا من الدنيا ومتاعها وجمالها وإن كان محدودًا غير كامل ، والأدب شأنه شأن أي تصرف يصدر من الإنسان يوزن بميزان الصلاح والفساد ، فلو كان حب الرجل لزوجته وحب المرأة لزوجها حرامًا ، لوجدنا الشعر الغزلي أمرًا منكرًا فاحشًا ، ولكن أنفسنا تميل لاستماع هذا النوع من الشعر فهو محبب إلى النفس وفطرتها طالما لم يوجه في حرامًا ، ولو تعرض الإنسان في شعره لأعراض المؤمنات المحصنات يفسد أدبه ويخرج عن الإلتزام.

وانطلاقًا أيضًا من هذه النقطة لا يشكل علينا معرفة الجائز والغير جائز في ما يولد من إبداع أدبي لدينا ، فأخلاق ديننا العذبة الجميلة مرشد لمن ضل سواء السبيل ،وقد اعتقد الجهلاء أنه لا حياء في الدين ، بمعنى : أن تحت مظلة الدين والإصلاح كل شئ جائز وتناول المواضيع الشائكة بصورة منفرة أمر جائز ، ولم يعرفوا أن ديننا هو دين الحياء وأن الله حيي ستير ، وتناول المواضيع الشائكة جائز ولكن بصورة مهذبة ، فتجد أن دعواهم هزيلة تنقض بعضها بعضا ، ولولا إجازة الفحش في الآداب ادعاءً حرية الفكر وعدم تقييد الإبداع لما كسب البعض واغتنى ولما نفّس البعض عن أفكارهم الشاذة وانحرافاتهم.

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه لأنه جعل لنا الأمور سهلة ميسرة لا يتطلب فهمها منا إلا إعمال البصيرة والعقل بالتفكر والتدبر ، وكبح هوى النفس ، ولم يجعلنا ننجرف في تيار التفلسف الجارف (واللف والدوران) حول نقطة مضيئة كالشمس لا تخفى على عين ناظرٍ ، فله الحمد والشكر.

ووافر الشكر والتقدير لك أخي الفاضل إذ أتحت لنا فرصة التحدث عن أمرًا مهمًا كهذا
بوركت وأعتذر عن إطالتي...
إسلام إبراهيم عثمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس