الموضوع: قصيدة مغناة..
عرض مشاركة واحدة
قديم 06/05/2008, 01:47 AM   #7
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد البصري مشاهدة المشاركة
الحال الثاني: نجد بعض القصائد المغناة لم ينظمها الشاعر لتشغل قياس ثوب لحن ما ولكن يصادف أنها عجبت أحد الملحنين أو المطربين فراح يغنيها وهنا نلحظ أنها بدأت تخضع لفحص وتمحيص وإجراءات جراحة تجميل للتلبس ثوبا آخرا كما حصل مع الكثير من القصائد التي غير بها المغنون وعلى رأسهم السيدة أم كلثوم فلقد وفقت بلمستها التغيرية في موضع ما وأخفقت في آخر.. كما فعلت حينما استبدلت "بلى" بـ "نعم" من صدر البيت الثاني لرائية أبي فراس الحمداني فأساءت أي إساءة للغة والمعنى رغم كل ثقافتها التي لا تخفى على من عرفها أو عرف عنها.. وكيف لا وهي جليسة المثقفين والشعراء أمثال شوقي وغيره من ذوي التخصص بشتى العلوم والفنون.. ولكن أقول: لعل شوقي كان معزوما ليلتها عند نادية لطفي فلم ينبه الست رحمها الله على أن ليس
( كل مدعبل جوز ) وهنا تبرز أمامنا مشكلة حقيقية في القصيدة المغناة اسمها عدم فقه المغني بمعنى يقوله أو حتى بأبسط شروط النحو فنحن نسمع ممن غنى قصائدا يرفع المخفوض ويخفض المرفوع, وكيف يحتاط للغة من لم يفقه شيئا مما قول..؟؟
طبعا هذا الكلام ما قصدت به السيدة فهي قمة الثقافة والإحاطة ولكنها كبوة فارس رغم أنها قد غنتها بلحنين مختلفين لملحنين مختلفين وفي وقتين يفصل بينما شوط طويل..
كذلك تبرز أمامنا حالة أخرى وهي استثقال بعض المفردات فتستبدل بأخرى
نعم قد تحل محل الأخرى بصورة أروع فالشعر كلما مر عليه زمن أبرز جماليات تخفّت عن بصيرة الشاعر فجاء استبدالها يضفي على البيت صورة أشهى, ولكن لو تطرقنا لفعل السيدة ههنا بالذات وتساءلنا لم استبدلت بلى بنعم فكيف سيكون الاستنتاج..؟ طبعا الواضح في رقة بلى جلي لذوي النطق فموسيقاها أسلس من نعم.. تُرى هل "بلى" كانت غريبة على أفهام المجتمع حينها فجاء الاستبدال..؟؟ الجواب يستحيل.. إذن هي حاولت أن تستعين بالميم والذي هو حرف كتم عكس الألف والذي يأخذ امتدادا في التلفظ.. لذلك نجدها تقطع بعد نعم ومن ثم تواصل ~ أنا مشتاق وعندي لوعة..
ولو بقيت البلى لكان أروعا نطقا فالوصل مع موسيقاها أجمل دون إعاقة..
كذلك لو توقفنا عند من يصنف المفردات حسب هواه وذوقه فقط من أجل سلاسة النطق والانسيابية وينسى شيئا اسمه عمق المعنى ومدلولاته الحسية والسمعية فهم لا يتقبلون أكثر من نصف مفردات اللغة بحجة التقعير فهنا محل تضييق..

تحياتي...
في حديث متصل بموضوع قدرات كوكب الشرق الفنية و الأدبية
فقد قرات فيما قرأت أن رائعة ناجي ( الأطلال) هي قصيدة طويلة
تربو على 150 بيتاً على مختلف القوافي و قد
انتقت منها أم كلثوم الأبيات المناسبة للجو الغنائي
لا سيما أنه يجب أن يوضع في الحسبان من الكلمات ما يناسب
المطرب في كونه ذكراً أم أنثى و لا ننسى أن قصيدة الأطلال
قد نظمها ناجي بعد هجران حبيبته متغزلا بها ذاكراً عهود الود و الوصل و الوفاء
الأمر الذي يكون من الصعوبة بمكان تأتـّـيه على لسان الأنثى فاختارت السيدة
من الأبيات ما يصلح أن يجري على لسان الجنسين ذكراً و أنثى و ما يتواءم مع اللحن و يتوافق
مع الذائقة..
بل أزيد أن أبيات:

هل رأى الحب سكارى مثلنا..

يقال بأنها ليست من نفس القصيدة بل من قصيدة أخرى لناجي
استجلبتها أم كلثوم إمعاناً في خلق جو شاعري للأغنية..

و لو لم تصدح أم كلثوم بقصيدة الأطلال لما عرفها نصف من عرفوها..

/
/
/
للحديث بقية..
سودة الكنوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس