عرض مشاركة واحدة
قديم 02/12/2011, 11:32 PM   #7
دلال الشبلان
إملائيـة
 





من مواضيعي

دلال الشبلان has much to be proud ofدلال الشبلان has much to be proud ofدلال الشبلان has much to be proud ofدلال الشبلان has much to be proud ofدلال الشبلان has much to be proud ofدلال الشبلان has much to be proud ofدلال الشبلان has much to be proud ofدلال الشبلان has much to be proud of
افتراضي

***




وُلِدَ مع العام الجديد نجاحاتٍ لي
كنتُ نشيطةً في الدَّار لا تُفارقُ البسمة ثغري
أُحاكي عائشة في كُلّ حركاتها و سَكناتها , أتـقـمَّـص شِخصـيَّـتـها
كنتُ عائشة أخرى إلاَّ أنني لمْ أمُتْ
فــهذا يعني أنَّ أبواب الفُرَص أمامي مفتوحة
و الطَّريق أمامي مَـبسوط
فــــاستغلَّيتُ ما رزقنيَ اللهُ مِنْ أيَّامٍ و عافيَة
مَعلوماتي لا تُحصى عددا , غرفتي مليئةٌ بالكُتب لِعظماء الأمَّة
قلبي شَغوفٌ لِـقراءتها , و صدري لِحفظها في أتمّ تجهُّـزٍ و استعداد .
تتابَعَتِ الشهور
و جاء يومُ تخرُّجي مِن المرحلة الثَّانويَّة
لبِستُ و زميلاتي ثياب التخرُّج , و جلسنا في الصَّالة الكُبرى في الدَّار ؛ استعداداً للحفل
بدأ الحفلُ بأفضل ترتيب .. زفونا و هنئونا كأجمل ما يكون
وَقَـفَــتْ مُشرفتنا على المَسرح أمامنا , و مَسكَتِ اللاَّقط لِتُعلِن النَّتائج
و كانتِ المُفاجأة بأنّي الأولى على الدُّفعة !
تسابقنَ إليَّ زميلاتي يُسلِّمنَ و يُبارِكْن , ثمّ جاءتني المُعلِّمات تسبق دموعهنَّ الحُروف .

حقيقة لم أستغـرب الخبر , و لم يكُن بعيداً عن توقُّعي
فعلاً أرى أنني أستحقُّ ذلك فـقد كنتُ مُجتهِدة و مُثابرة
لأملأ عقلي , و أشغل وقتي , و أصل لأحلامي ـ بإذنِ اللهِ و عونه ـ
و كلّها في صحائف الحسنات إنْ قبل اللهُ نِـــيَّـتي .

نادتني المُشرِفة على المَسرح و هنّأتني أمامهنّ , ثمّ طلبتني أنْ أُخبرهُنَّ عن طريقتي
في الاستذكار , و سِرّ التفوُّق ..
مسكْتُ اللاَّقـطَ بـيميني و ابتسَمْتُ في وجوهِهِنَّ و قلت :
( بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ أوَّلاً و أخيرا , فلا خير إلاَّ خيره و لا فضل إلاَّ فضله
فـلوْلاهُ لما أسلمْنا و لما عبدناه و لما تقلَّبنا يبنَ نِعَمِه الظَّاهرة و الباطِنة
و لولاهُ لما وَقفتُ أمامكنَّ اليوم و قد نِلتُ التَّفوُّقَ في طلب العِلم
فأسالهُ سُبحانه أنْ يرفعني و إيَّاكُنَّ عندهُ درجات إنّهُ على كُلِّ شيءٍ قدير
و أمَّا ما سألْتُــنَّـنـي عنهُ مِنْ طريق التَّـفوُّق و سِرُّ النَّجاح
فــهُوَ سَهلٌ للغاية و إنْ كانَ اليوم مُستحيل , و لمْ أظفر به بالاختيار , بل كانَ صًدفةً أمامي
و هُوَ مِن اختيار ربِّي لي , فلهُ الحمدُ و لهُ الشُّكر
فــ جهلٌ كامِل سبعَ سِنين و تعلُّـمٌ على يدِ عائشة سبعَ سنين
يُثمِر عقلٌ ذكيّ و إرادةٌ قويَّة و تحمُّلٌ عجيب !
و الصَّلاةُ السَّلام على الحبيب المُصطفى و آلِه )
ثمّ سلَّمتها اللَّاقط و ذهبتُ إلى مَكاني , كانتْ تحيَّــتُــهُــم لي دموعٌ أمطرْنَهَا على الخُدود
جاءتني مُعلِّمتي " سارة " قبل أنْ أصل إلى مكاني فــضمَّـتـني تبكي فــقـبَّــلْـتُـها
و كانتْ تهمسُ في أذني : ( نِعمَ الطَّـريق .. نِعمَ الطَّريق )

***

و مَرَّتِ الأيَّـام تحمِلُ في جُعبتها كثيرٌ مِن فرَح
قضيتُ في الـدَّار أيَّاماً سعيدة , أحببتُ أخواتي و أمَّهاتي فيها حُبَّاً كثيرا
عكـفتُ بعدَ الثَّانويَّة على حِفظُ القرآنِ الكريمِ لَفظاً و معنى
حيثُ تعجَّـبتُ مِنْ نورِهِ و إعجازِه !
فــازداد حُبي لهُ و ضاعفتُ وِردي مِنه في كُلِّ يوم
كانَ جليسي و أنيسي
أعَانني على طردِ ما بقيَ مِنْ آثار همومي الرَّاحِلة ..
قَوِيَ إيماني , و ازدانتْ حياتي , و ازدادَ حُبيّ لـربّي و كِتابه
فـكانتْ ساعة مِن حياتي بلا كلامِ الله حِرمانٌ و حِرمان !

***

بَلَغتُ العِشرين
طُـلِــبَ مِنّي التعليم بدل التَّـعلُّم في الدَّار
فــرفضتُ الطَّلَب لأنّي أجزم بأنني لمْ أبلغ في سُلَّم العِلم و لا ربعه
لكنني لم أستحقر ما جَمعتهُ مِن مَعلوماتٍ في شتَّى أبواب العلوم
فــخشيتُ أنْ أُكتب ممن يكتمونَ العِلم
فــوافقتُ و طلبْـتُــهُم أنْ أُعلّم الصِّـغار القراءة و الكِتابة , و أدرِّسهم ما تعلّمتُ مِن القرآن الكريم
و بعض دروس العقيدة .
مَرَّ شهرينِ على حَلَقتي في الدَّارِ معَ الصِّغار
كانَ حماسي لِتعليم طُلاَّبي و طالباتي كُلَّ يومٍ في ازدياد
أحببــتُــهم كثيراً و أحبُّـوني
فــنِعم ما اجتمعنا عليهِ و الله .

***

و في ذلك العام في فصل الشتاء مِن يوم الخميس
نادتني مشرفة الدار .. سلَّمَتْ عليَّ و سألَتني عنْ حالي و أخبار حلقتي
أجبتُها بأنّي في خير و لله الحمد
و الحلقةُ عندي حديقة زرعتُ فيها أجمل الزهور .
حمَدَتِ الله ثمّ قالت :
( أستاذة / أمل , اتصل بي البارحة قاضي المَحكمة يُريدكِ في بعض القضايا
كانتْ تأتيهم مِن أجلها عائشة ــ رحمها الله ــ فـمَتى تُريدينَ أنْ تذهبين إليهم ؟ )

وقفَ على رأسي تعجُّبٌ طويل !
قلت : و أيُّ قضايا ؟
قالتْ : لا أعلمُ التفاصيل لعلَّهم يُخبرونكِ هم يا عزيزتي .
سَكَتُّ بُرهة ثمّ قلتُ لها : في أيّ وقتٍ تشائينَ يا سيّدتي .
ابتَسَمَتْ و قالت : إذاً غداً بعد صلاة الجُمُعة تذهبين و الأستاذة " سارة " إليهم ـ بإذن الله
فقط هذا ما أردتُ منكِ , وفقكِ الله و سدَّد خُطاكِ .
شكَرتُها و دعوتُ لها ثمّ رجعتُ إلى صِغاري
كنتُ بينهم و يسألوني عن بعض الدروس و أنا أعجز عن التركيز مِن تفكيري !
قمتُ مِن عندهم إلى غرفتي , و اضطجعتُ على سريري أفكّر
تُرى ما القضيَّة التي كانت تُناقشهم فيها عائشة ؟ و ما شأني فيها ؟!
سيطر عليَّ التفكير حتى أنّني بكيتُ بدون سبب
تأمَّلتُ حالي فــتذكَّـرتني سابقاً , و أيقنتُ أنَّ حُزني و دموعي لا تُسمِن و لا تُغني من جوع
كم ضيَّعت لي مِن لذّة ؟ و لم تهدني و لا فائدة !
نهضتُ جالسةً على سريري
و وعدتُ نفسيَ أنْ أكون عائشة .. ســأناقشهم غداً بكلّ صبرٍ و حِكمة
و ســأنتصرُ لعائشة
قمتُ و غسلتُ أثر الدمع مِن وجهي , و تبسَّمتُ لوجهي في المِرآة
و وعدتني بــخير .

نامَ النَّاسُ ليلة الجمعة
و كانت ليلتي تِلك تهجُّدٌ و قيام و تِلاوة القُرآن , بدأتُها بـسورة التغابن
أعوذُ باللهِ مِن الشيطانِ الرَّجيم
( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ *
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ
عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
دعوتُ الله أن يدلّني لقول الحقّ و يرشدني للصَّواب .
دلال الشبلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس