الموضوع: دعائي للمطر
عرض مشاركة واحدة
قديم 12/04/2010, 01:02 AM   #6
عبد العزيز الجرّاح
المديـر العـام
 
الصورة الرمزية عبد العزيز الجرّاح
افتراضي

تركي
يا مساء الشعر و الوفاء
منذُ قرأت هذه الرائعة وأنا أؤخر حضوريَ بردٍ يليق ، وددت أن آتي و معي شيءٌ قد يعبّر عمّا اجتاحني من شعورٍ بالغبطة، و قبلاً دعني أستأذنك بأن أقوم بدورك في هذا النص الماطر وأمارس ما كنت تمارسه حين تحضرُ قصائدنا، والتي لا أعتبرها قراءةً شعريّةً لنصك بقدر ما هي وجهة نظر متواضعة من قارئٍ يأمل أن يوّفق و لو قليلاً بطرحها.

لنتفق بدايةً أحبة المطر أن النّص كما هو واضح للجميع يحمل في طياته الكثير من الحب، الولاء، الوفاء لهذا الصرح الأدبيّ والكثيرَ من الثناءِ على شعراء المطر و قد أشار لبعض الأسماء التي كان قد زاملها الشاعر و اطّلع على نصوصهم.

ياطير الشعر وشفيك نهار الهدد ماتطير =وغيرك طيوره للهدد غصب طيرها
تخايل لها معنى كسير و ضامه التكسير=وتضلع والفكر حايم وذله لو يكسرها
جاءت مقدمة القصيدة تقليديّة ومباشرة وتحديدًا في البيت الأول إلا أن هذه التقليدية التي قد طرقها الكثير من الشعراء لا تنفي جمال البيتين أعلاه.

وأنا مانيب كامل لا ولا أخلى من التقصير=ولكن القصايد درس و الأجيال تذكرها
شاعرنا في الشّطر الأول من هذا البيت كان متواضعًا حيث قال : ( وأنا مانيب كامل لا ولا أخلى من التقصير ) وكأنه أراد أن يشير إلى أن الكمال لله وحده و من خلال هذا الشطر يتضح لنا أن الشاعر لم يشأ أن يمتدح نفسه فالنص كان موجهًا للمطر وشعراءه .. و لِما يتمتع به من رقيٍّ و ثقة في نفسه لم يتجاوز وصفه لشاعريته ما وصف به إخوانه الشعراء في الأبيات القادمة و إلا فإنه سينتفي الغرض الذي كتب من أجله هذا النص في حين أنه أيضًا لم ينتقص من قدر تلك الشاعرية الجميلة حينما قال : ( ولكن القصايد درس و الأجيال تذكرها ) أي أنه قادر على كتابة القصائدِ التي ستخلّد في ذاكرة الشّعر و الأجيال القادمة، ومن وجهة نظري كشاعر أرى أن تركي النامي شاعر جميل ومتطوّر وقادر على أن تشرئِب له أعناقُ الذائقة.


وتعجبني قصايد من يداويها جروح الغير=هذاك الي جروحه في حشاه ولا تعذرها
خذاه الظرف من صبحٍ يدور للوصل تقدير=وانا ادري شوفته عيني عيونه ماتكاثرها
البيتين أعلاه لن أتطرق لهما رغم جمالهما و امتناني الكبير لشاعرها، لأنني سأترك للقارئ فرصة قراءتها بطريقته، وأثق أن الجميل تركي يدرك تمامًا السبب الحقيقي وراء تجاوزي لها.


ويعجبني من شموخ القصايد والحروف تغير=ويعجبني قصيد السحب جزايلها تنثرها
في الشطر الأوّل كانت الإشارة و الإشادة بالشاعرة / شموخ بنت خالد و قصائدها التي وصفها بالشامخة و في الشطر الثاني جاءت الإشادة بالشاعرة سحايب العازمي التي وصف شعرها بـ الجزيل و الشاعرتين حقيقة من الشاعرات الجميلات شعرًا و قد سعدنا بتواجدهما في .


وتعجبني هواجيس الشعر يوم الهبوب عصير=ويعجبني من إيمان الروائع دوم أكررها
في هذا البيت جاء الإعجاب و الإشادة بالشاعرة الرائعة / هواجس الذبياني التي أطلق عليها لقب ( هواجس الشعر ) وهي حقيقة شاعر متفرّدة شعرًا وفكرًا و قد سبق و أن طرحت نصًّا رائعًا بعنوان ( المستوى الراقي ) و قد كان النص موّجهًا للمطر .. هذا المكان الذي تشرّف بانضمامها، وتواصلت الإشادة بالأسماء المطرية ولكن في هذه المرة خرج عن نطاق الشعر و الشعراء لتكون الإشادة بالكاتبة الرائعة إيمان بنت عبد الله مشرفة جدائل الغيم وهي تستحقها بجدارة.


وأشوفه في سماء فيفا هطولٍ فاض منه بير=ويجذبني من الساري لحون الناي اسامرها
أما في هذا البيت الذي حمل آخر الأسماء التي تطرق إليها الشاعر جاء الشطر الأول ليحمل اسم الشاعر الجميل / محمد الفيفي وجاءت كلمة ( فيفا ) نسبة للمنطقة التي ينتمي إليها الشاعر وهو اسم منطقة جميلة جدًا في جنوب المملكة و قد يكون لتلك المنطقة الأثر الكبير في شاعرية محمد الفيفي .. أما الشطر الثاني فقد حمل اسم الشاعر المميّز / بدري الساري الذي قدم عددًا من النصوص الرائعة كان نص ( حارس الليل ) أبرزها.


عسى منهو نسيته يسبق أعذاري على التبرير=مدام قلوبنا أصفى من الماء لا نكدرها
هذا البيت من وجهة نظري هو أجمل أبيات القصيدة فقد جاء بصورة شعرية جميلة حيث شبّه قلوب أعضاء المطر بأنها أصفى و أنقى من الماء العذب و هي كذلك والله ..
وأضيف أن أعضاء المطر لديهم من الفكر والوعي ما يجعلني و جميع من ينتمي إلى هذا الوطن أن يفتخر بتلك الكوكبة المتميّزة من كتّاب و شعراء، وأحد تلك الأسماء الشاعر الراقي خُلقًا وحرفًا / تركي النامي.


دعائي للمطر دائم أشوف الماطرين بخير=سقاني وانبت حروفي وأنا ماقفيت ذاخرها
أما خاتمة القصيدة فقد جاءت مغلّفة بدعاء جميل أن يبقى المطر وآل المطر بخير دائمًا وهي دعوة صادقة لا نملك إلاّ أن نقول حيالها ( آميين )
كما أن الشاعر أراد أن يقول من خلال الشطر الثاني أنه يحفظ لهذا المكان الجميل و أنه لن يبرحه فقد كان له دورٌ في أن أينعت حروفه وعانقت النور.

قد لا تكون وجهة النظر أعلاه، والتي أصر على أنها وجهة نظر متواضعة وليست قراءة شعرية بالصورة التي يمكن أن أرضى عنها ولكن هذا ما كان يمكن أن أخرج به في ظل ضيق الوقت الذي يحاصرني هذه الأيام.

تركي ،
وتبقى أحد أجمل الأسماء المطرية التي تشرّف بها المطر مؤخرًا ويبقى النص أكثر جمالًا مما يمكن أن يقال عنه، ففيه من نقاء المطر وروح الإخوة ووفاء الأنقياء أمثالك ما يجعل قلوبنا تبتهج و تسعد.

من القلب شكرًا أن أسعدتني وآل المطر بهذا الحضور الماطر شعرًا ، وفاءً و نقاءً ..

تحاياي
توقيع :  عبد العزيز الجرّاح
عبد العزيز الجرّاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس