26/04/2011, 11:40 PM
|
#38
|
شـاعـر
|
هناك من دواعي القلق حول كلّ إنسان ما يجعلُ معهُ حياتَهُ همّاً لا يطاق , فالغدُ مجهول , ومامضى مرصود , وما يُفهمُ في هذه الدنيا لاشيء قياساً بمالايُفهم , وشباك المنايا مُشرعة , والغفلةُ تمدُّ أشرعتها في بحرٍ لُجيٍ يغشاهُ موجٌ من فوقِهِ موج , والأمانيّ أكبرُ بكثير ممّا يُنال , والصداقةُ أوشكتْ أنْ تكون ضرباً من المستحيلات , إنْ لمْ نقُل تفاؤلاً إنّها بالفعل أصبحتْ كذلك !!!
ومع هذا يجِبُ على العاقِل أنْ يعلمْ أنّ كلّ هذا لا يفتُّ في عضده , ولا يأخذُ من عزيمتِهِ , ولا يوهِنُ من جَلدِهِ , فالقضاء نافذٌ محتوم , والأرزاقٌ قُسِّمتْ من قبل الوجود , والعقولُ هباتٌ وأُعطياتٌ من لدُنْ حكيمٍ خبير , وإنّما هي خطواتٌ كُتِبتْ علينا , ومن كُتِبتْ عليهِ خُطىً مشاها , على حدّ تعبير الشاعر القديم ,,,
التسليمُ للهِ بالحِكمة في الأقدار
والسعي لنيلِ رضوانِهِ مع الأبرار الأخيار
وتحقيق مُرادِهِ سبحانهُ من إيجادِ الخلقِ , من استخلافٍ وعبادةٍ وإعمار
وعدم تكليف النّفس بمالاتُطيقُ , وتكبيلِها بالأغلال والآصار
هي من أعظم مقوِّمات الحياةِ المطمئنةِ الكريمة في هذه الدّار !!
|
|
|
|
|