وأسعدَ الربّ أيامكَ بصباحاتها ولياليها
أستاذي سعد
علني أتفق معك في حيثية الموضوع
وربما أقول عني ككاتبة أنّ كلمة ناقد لنص من نصوصي تصيبني بالضيق كثيراً
لأنني أشعر أنّ الناقد كالجرّاح تماماً ، يمسك قلمه مشرطاً ولا يترك بقعة من جسد الموضوع
إلا ويشبعها جرحاً ونزفاً
وحين يقطّب ما قام به على سبيل التشجيع فقد ترك مكان الجرح أثراً لن يعالجه الزمان كوصمة تبقى ولا حتى ماء النار يمحيها
سيدي نحن لا نرفض النقد ، ولا نستغني عنه
ولكنّ معظم النقاد - مع احترامي الشديد لغالبيتهم - يهتمون بإبراز أنفسهم وأسمائهم وإشهار صفحاتهم من خلال تحطيم مستقبل الكاتب
فإن لم يكن الكاتب متمرساً ولنقل إن كان مبتدئاً فستكون صفحة انتقاداته صفعة على وجهة تجعله يتهيب تقديم أي عمل أدبي آخر خوفاً من التنكيس والتخذيل
وليت معظم النقاد يتقون الله في العمل المقدّم أمامهم ، وينتبهون إلى أنهم يتعاملون مع بشر كمالهم من الإحالة ،
ثم لا يخفيك سيدي أنّ الدين بدأ بالترغيب ثم تنقّل لحالة الترهيب
فليتكم معشر النقاد تبدأون تشريح العمل الموجود امامكم بطابع الإقبال لا الإدبار
وطابع السلاسة واللين لا الإجحاف والقسوة
سيدي العبق
والله وسلامات من السكري ، طهور وشفاء بالمشيئة منه
ولا تقلق سنقدمها سادة ، لأحلى السيادة
ولكن دعني قبل أن أقدّم دلّتي لفنجانك أسألك
هل تظن أن زمن العمالقة الذي كان منذ سنين خلت
عمالقة الادب والحرف والفكرة قد ولّى وراح ؟؟ أم ما نقرأه اليوم من كتابات وإن لم يكتب لأصحابها نشرها بعد يوحي بأن الأمل موجود
ثم دعني اتوقف معك في نقطة مهمة ، قديماً كان الأديب يأخذ من الأوضاع السياسية والاقتصادية إلهاماً لكتاباته وكثيرون هم من عرفناهم بسبب صخبهم وثورة نفوسهم
اليوم ، الأوضاع المتردية كالدراما التراجيدية ، أحزان وارواح تزهق ، بين الموت والسجن والتعذيب والاحتلال ، ظروف أصعب وأكثر خطورة ، إلا أنّ الأدب ابتعد نوعاً ما عمّا كان سابقاً وصار توجهه اجتماعياً او عاطفياً فما سبب ذلك برأيك إن كنتَ توافقني الرأي
وما زال لدي بعض الاستفسارات ولكنني لا أريد ان ارفع السكر لديك الآن
فحتى عودتك يكون لكل حادث حديث
طاب يومك يا خزامي الحضور