العربية لغة العرب ، والعرب إما أن يكونوا مغلوبين أو غالبين ، ومحال أن يكونوا غالبين ، فلا محالة أنهم مغلوبون ، " والمغلوب مولعٌ أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونِحلته وسائر أحواله وعوائده " وهذا ما قرره العلامة ابن خلدون ـ رحمه الله تعالى ـ في مقدمته .
فكذلك تقع السراية في اللغة .
والعرب عندما كانت في أوجّ سلطانها وملكها وبلغت من الترف والدَعة ما بلغت ، كانت لغتها في قمة عطاءها ، وعندما تقهقرت واضمحلّ سلطانها وملكها انحسر عطاؤها اللغوي .
فالتخلف كالتقدم مثلث ذو ثلاثة أضلاع : ضلع سياسي ، وضلع اجتماعي ، وضلع ثقافي .
لا ينتظم ضلع إلا بانتظام بقية الأضلاع .
فكل خلل ثقافي ناتج عن خلل اجتماعي ، وكل خلل اجتماعي ناتج عن قهر سياسي ، وكل خلل ثقافي إنما هو حاصل تراكم الخلل السياسي والاجتماعي معاً .
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبرْ ... ضلّ قومٌ ليس يدرونَ الخبرْ
شكراً على طرق هذا الموضوع الهام ، وتقبلوا ودي وردي .