![قديم](images/statusicon/post_old.gif)
27/12/2010, 04:26 PM
|
![الصورة الرمزية عبدالله بن عادل عبدالرحيم](image.php?u=489&dateline=1277677602) |
شـاعـر
|
|
|
|
" غصّةُ وداع ! "
![](http://sub5.rofof.com/img3/012tbchs27.jpg)
همْ يرحلونَ وأنتَ تبقى * في ذكرياتكَ مُسْتَرَقّا
يمضونَ غربَ الأمنياتِ لتصطلي في البعدِ شرقا
حملتهمُ كفُّ التَّرحِّلِ في مراكبها ، لتشقى
وتقودهمْ لغةُ الشَّتاتِ ، وصمتُكَ العُذريُّ شُقَّا
صدر المدى يطويهمُ * وأنينُ روحك ليس يرقا
لا الجرحُ يوقفُ نزفهُ * لا القلبُ يعرفُ كيفَ دُقَّا
فاسكبْ دموعَ الوجدِ يا ابنَ الفقدِ ، إنَّ الدمعَ أنقى
واركنْ إليكَ محطَّمًا * للهِ كمْ أُجهِدْتَ شوقا !
أنفاسُكَ اللائي يئسنَ منَ الحياةِ هلكنَ غرقى
أهدابُكَ اللائي يبسنَ منَ الذُّهولِ قضينَ حرقا
نظراتكَ اللائي لحقنَ بهمْ عثرنَ فصحنَ : سحقا
والكونُ في مرآةِ عمركَ أزهقَ الآمالَ زهقا
فانزعْ إليكَ بلا صباحٍ يسلبنّكَ ما تبقَّى
ودعِ اللياليَ لليالي ، فسواكَ منْ ألفيتَ مُلقى ؟
وسواكَ منْ أبصرتَ جرحًا عادَ منْ أضناهُ حقَّا ؟
لا لن يعودوا يا شجا الأيامِ مذْ أحببتَ رِقَّا
لا لنْ يعودوا ، كالحياةِ تزيدُ في الهجرانِ عُمقا
ولسوفَ تسمعُ ريحَهمْ * تنعاكَ في الأوتارِ شهقا
ولسوفَ تحظى منهمُ * بسمائهمْ تُخلِفْكَ ودقا
والنورِ منْ آثارهمْ * يلتفُّ في الخلجاتِ طوقا
والنخلِ في قلبِ الظلامِ يمدُّ بالتذكارِ عذقا
همْ يرحلون ولستَ تدري كيف استطاعَ البينُ طرقا ؟
غصصُ الوداعِ تذوقها * لتموتَ في الأحياءِ صدقا
ولعلَّ يومًا من فصولِ الحلمِ بالأحلامِ ترقى
لتعيشهمْ في كلِّ شيءٍ * وتعودَ بالتِّهيامِ طلقا
" غصّةُ وداع ! "
|