الموضوع: البحر وأحزاني
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17/06/2007, 02:33 AM
الصورة الرمزية إبراهيم الصافي
إبراهيم الصافي إبراهيم الصافي غير متواجد حالياً
إملائـي
 


إبراهيم الصافي is on a distinguished road
افتراضي البحر وأحزاني

وقفت على شاطئ البحر وحيدا . .
فتذكرت كل أحزاني وآلامي تذكرت أنني كلما استأت شكوت للبحر أهاتي ..
غبت عنه سنين طوالا وطويت كل أوراقي لأنسى وكيف لي أن أنسى ما عانيته في صغري وزهرة شبابي
كيف لي أن أنسى وأنا اليوم وحيدا قد فقدت كل أحبابي رحلت عنهم جميعا
وغبت عن دياري منذ زمن بعيد لامحو تاريخي لعلي أقوى على أن أعيش مجددا . .
فقدت إنسانه تمنيت أكمال العمر بقربها وان ترافقني رحلت سعادتي
وشأت الأقدار أن تكتب علينا البعاد وان يحل علينا الفراق فحل علي الحزن والألم وتكبدت كل أحاسيسي ومشاعري
فأصبحت بقلب لا يعرف غير أن ينبض في عروقي دماها، لا يعرف غير القسوة والبأس
قلب لم يعد يقوى على العيش في دياري ولذا رحلت بعيدا بعيدا . .
واليوم ها أنا على ضفاف البحر أرى مرآتي وأتذكر كل ما كنت أشكو في وحدتي
ها هي أمواج البحر تعود وترمي أمامي كل دفاتري التي رميتها إليها في صغري
فحتى البحر لم يقوى على أن يتقبلها وأبت نفسه ألا أن تكون نظيفتا من كل الأحزان
وان تكون ذات أوراق بيضاء وسيعدتا لا تحمل في طياتي سوى الذكريات الجميلة . .
فكيف يقوى قلب بشر من الطين أن يحمل أهاتك
ومن لا يتضجر حينما تشكو له ليملئ قلبه بأحزانك وآلامك من تراك ينظر إليك ويقف من أجلك . .
الدهر يجري والشمس تشرق في كل يوم ولن تقف ولن تنتظرك حتى تجف مدامعك
والعالم كل في فلك يسبحون فلما الانتظار والبكاء على أمر قدر في يوم سلف ولن يعود
وقد يكون فيه لك من الخير الكثير وأن لم يكن فهو بلاء من الله ليذهب خطاياك
وقد تكون محبتا من الله ليرفعك بها درجات عظام
فدعك من البكاء والسقم ولا تجعل للشيطان عليك سبيلا واطوي كل أوراقك
ولا يكفي أن تهملها لتعود يوما تنفض عنها التراب لتقرأ ماضيك القديم
بل احرقها لكي لا يكون لماضيك السقيم عليك سبيلا
 
رد مع اقتباس