عرض مشاركة واحدة
قديم 11/06/2007, 04:07 PM   #110
إيناس الطاهر
روح المـطر
 
الصورة الرمزية إيناس الطاهر
افتراضي


(سي السيد - تابع )


وكأن الخير أمرٌ عجيب ، لقد حدّث ميل أصدقاءه عما قمت به ، فوجدت لي شعبية كبيرة ، وصار لي من المعجبات الكثر ، والذكية من تستطيع أن تظفر بقلبي
حينها أدركت أن المراة الغربية رغم مشاركتها الرجل في كل أعماله ، لم تكن تبحث عن مكمل لها ، بل عمّن يحتويها بقلبه ، وطبعاً فقد ظفرت بناصر حسناء زنجية تدعى سارا ، كانت جميلة جداً ، بل أكاد أجزم حين أقول ساحرة ، كنا نمضي وقتاً طويلاً بعد الجامعة معاً ، وندرس معاً ، وكم حاولت استثارتي إلا أنها لم تنجح ، فقد كان المصحف في جيبي و صوت أبي يمنعاني عن رغباتي ورغباتها فعرضت الزواج علي ، رفضت بداية لكن أمام إلحاحها ورغبتي القوية بها وافقت ، ولم أرتأي في فعلتي الخطأ ، فأنا في غربة ، كلّ المغريات سهلةٌ ، أفلا أشتري صلاحي ؟؟ وعقدت قراني عليها دون حفلة ودون ان تخبر عائلتها فقد كانت مستقلة كلياً عن عائلتها ، بعد العقد انتقلنا للعيش سوياً في شقة جميلة
علاقتنا كانت هادئة ، ندرس ونتمتع بالحياة ، وبالعكس ابتعدت سارا عن الكحول لأجلي ،

وابتعدت عن كل صحبتها القديمة ، وصارت تفعل ما أحبه تماماً بل وكانت تطلب مني تعليمها كلمة عربية كل يوم ، كنتُ أخشى من حريتها ، لكنني وجدتها تفعل ما أحب وبنفس راضية.
كثيراً ما اخبرتها كيف تتصرف أمي مع ابي بطريق ساخرة رافضة لعلاقة الاستعباد تلك ،خبرتها أننا منذ قرون قد دفنّا علاقة السخرة وكنت لا أرى كهذا تخلف إلا في مسلسلات الجيل الأول وعند أمي ، وأنه لا يروقني ما كان من امي أبداً ، فكانت تنصت وتشاركني الضحك دون أن تتفوه بكلمة واحدة
وكلما انتهى فصل دراسي أهاتف أبي وأعلمه بالنتيجة فأشعر ان رئتيه امتلأتا فخراً وكأنني به ديك حبش منفوخ بسببي

أنا الآن في السنة الثالثة ، عدت للبيت ، وكانت سارا في انتظاري مضطربة الوجه ، بدا في وجهها ألف كلمة لا تقوى على الخروج ، حدقت بها في ريب ، وحين ألححت السؤال قالت : خالك في المستشفى

وصلت المستشفى ، وسألت عن غرفة خالي ، فعرفت انه بالإنعاش ، ما زلت اذكر ذلك التاريخ جيداً ، ثلاثة أيام في الإنعاش ثم غيبوبة حاول معها الأطباء كل جهدهم فلم تنفعهم ، وحاولوا في نهاية المطاف وبعد أن خذلتهم الحيلة عملية إحياء صناعيّ له إلا أنه قد رحل حيث لا عودة

المخدرات أذهبت عقل خالي ثم قتلته ، مسكين ، تلك الفتاة التي كان يطمع بالزواج بها ساعدته على الإدمان ، وبدل أن تقدم له الجنسية قدّمت الموت له على طبق من ذهب ، هاتفت أبي وتركت له وسيلة نقل الخبر للعائلة ، أذكر كم بكيت حينها ، مات خالي الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين بسبب بهرجة حياة ألهته ، وربما لأنه لم يكن رجلاً حقيقياً

سارا تحملت نفسيتي في تلك الفترة بروح راضية ، كنت أشعر كم تحبني هذه المراة ، بل اظنها تعشقني حدّ الثمالة ، ولست انكر كنت أبادلها الحب بالحب وليس هناك ما ينغص علينا العلاقة ، لم تحاول يوماً فتح موضوع الإنجاب معي ، بعد ان شرحت لها أنني لا أريد أولاداً هذه الفترة
وتمر السنين تباعاً وأحصل على شهادة الطب بتقدير جيد جداً ويعرض علي أن أكمل الماجيستير كمنحة من الولاية ، لكنني أشتاق لوطني وأحن إلى حضن امي

وتأتي مشكلتي مع سارا ، إنها تريد مرافقتي ، كيف آخذها معي ؟؟
قالت أنها مستعدة أن ترافقني فخبرتها باستحالة ذلك ، حينها بكت كطفلٍ صغير وتوسلت بقلب طهور إليّ ، قالت لي أنني من جعل لحياتها معناً ، وأنها قبلي كانت تحيا في الفراغ ، وكادت تسقط فريسة إدمان المشروب والإنحراف ، وأنني من ساعدها
كانت تتحدث وكأنني فارسها الهمام ، بل وكأنني نبيّها المنتظر ، لحتى شعرت أنني لو طالبتها الساعة بالتخلي عن كل ما تملك فلن تتردد إرضاء لي ، وحين التزمت الصمت أمام بكاها قامت لتقدم حلاً يحوي الإغراء لي والتضحية عندها ، حين قالت أنّ بإمكاني أن أستأجر لها شقة بعيدة عن البيت ، ودون ان تعرف العائلة بأمر زواجنا ، حينها وافقت ، ربما كان حلّها منطقيا ومرضياً لأنانيتي ، ولكنني لا أنكر أنني فعلاً وفي داخلي ، أهيم بها حدّ الجنون ،،،،




توقيع :  إيناس الطاهر

 

إيناس الطاهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس