عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2007, 11:55 AM   #107
إيناس الطاهر
روح المـطر
 
الصورة الرمزية إيناس الطاهر
افتراضي


(سي السيد - تابع )


وأصل نيويورك ، كان خالي فاضل بانتظاري في المطار ، وابل من القبلات والأحضان ثم استقليت معه سيارته مكشوفةَ السقف وانطلقنا في شوارع نيويورك ، عالم آخر ، عجيب غريب ، كألوان الورد ، صاخب يضجّ في الحياة ، حتى خالي ، ليس كما كنت اذكره ، حلق شعره حتى آخره ، واضعاً حلقاً في إحدى أذنيه ، يرتدي قميصاً فيه من كل الألوان ، كنت أزْوِره بطرف عيني وأقول في نفسي ، لو رآك أبي فهل سيقول عنك رجلاً حقيقي ؟؟

أمضينا النهار جلّه خارجاً نتنقل من مطعم لمقهى ، وندخل حديقة الحيوانات هناك ، ويعرفني خالي على جماعةٍ من أصدقاءه ، كلهم شذوذ عن ما اعرفه عن الرجولة ، منهم العرب ومنهم أيضاً الأجانب ، إنجليزيتي ضعيفة ولكن هذا لم يمنع أن ادخل معهم أحياناً في حوارات ، الغريب أنني وجدتُ نساء مغايرات لأمي ، في الشوارع كانت سائقة التكسي ، وسائقة الحافلة ، امرأة تشارك الرجل في كل ما يقوم به ، امرأة يقول الغرب عنها ، نصف المجتمع
لا أنكر ، سعدتُ برؤية امرأة تنظر للرجل كمكمّل لها وليس سيدها ومالك أمرها ، نسخة أخرى مختلفة عن أمي ، مختلفة تماماً

حين دخلتُ البيت مع خالي ، أشار لإحدى الغرف وقال هنا ستنام يا ناصر ، انقل حاجياتك وتعال نتسامر

ويمضي الليل ولم ينم لي جفن وأنا احدث خالي ، بدا مختلف عمّا عرفته قبلاً ، عرفتُ أنه لم يدرس في الجامعة ، وأنّ المصروف الذي يرسله جدي إليه ينفقه كلّه على متعته وحياته ، وأنه ينوي الزواج بإحدى الأمريكيات ليحصل على الجنسية
- الحياة هنا يا ناصر ، هناك ، في الوطن الموت ، ولا شيء غير الموت
- ولكن يا خال ، ألا ترى أنك تقتل حلم جدي ، لو عرف أنك لم تدرس سيموت
- ههههههههههههههه ، ومن سيخبره ؟؟؟ انت ؟؟ هل ستفعل ؟
- طبعاً لن اكون الخنجر الذي يقتل جدي ، ولكن عاجلاً أم آجلاً سيعرف
- لا تقلق المفروض أن اتخرج بعد عام ونصف ، حتى ذلك الوقت سأكون قد حصّلت الجنسية ، وحينها فليذهب الجميع للجحيم ، وأنت هل تنوي فعلاً دراسة الطب ؟ ام تنوي أن تكون مشرداً مثل خالك ؟؟ يا ناصر لا شيء يعدل الحرية ، عش كيف تشاء ، هنا النساء كحبات الرمل ، فقط أخرج بعض الدولارات ، واحصل على مئة امرأة في اليوم

وبدأ يقهقه بغباء ، ثم قال
- الأسبوع القادم تبدأ الدراسة ، حتى ذلك الوقت أتركك كي تقرّر ، وأريك كيف يعيش خالك

وصدقاً عشت مع خالي ثلاثة أيام لم أعش مثلها طيلة حياتي ، كنت أرى لهفته على الحياة ، وكنت امضي معه في ذلك القالب أجمل الأوقات لحتى بدأت فكرة أن احيا مثله تعشش في خلايا دماغي ، خاصة وأنا ارمق تلك الأجساد الساحرة تتمايل حول ذراعاه في غنج يوقف شعر الرأس ، ببضعة دولارات يمكنك أن تحصل على مئة امرأة في اليوم ،
أمران لم أجربهما مع خالي أبداً أولاهما الخمر ، فكم ساءني أن أراه مضحكة المحيطين به وهو يتمايل سكراناً ويتلفظ بأسوأ الكلمات ، بل وقد يهين نفسه لذلك لم أقرب الخمر أبداً ، ولو على سبيل المجاملة ، لا أدري صدقاً ، هل كان منظر خالي ما يمنعني أم صورة أبي التي تلاحقني كلما هممت بالخطأ ، أراه وسوطه اللعين يتربصان بي فينهراني ، حتى النساء ، كنت أهيم بتجربة عالمهن ، فخالي فاضل يقول أنّ الجنس أجمل متعة خلقت على الأرض ، ولكن لا أستطيع ان أفعلها ، هنالك شيء ما زال حيياً داخلي ، خالي ليس قلقاً من هذا الأمر فهو يقول أنني لا أحتاج اكثر من أربعين يوماً لأصير أفضل منه في كل شيء
توقيع :  إيناس الطاهر

 

إيناس الطاهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس