[الهاشمية]

	توقف أيها .... فلن أسمح لك ؛ أن تجعلني صفحة من ذكرياتك ..!! ماضيك !! أمسية قمرية كنتها .. وغدوت اليوم وفي الغد فعلاً ماضياً هو ( كان) .. ورقة بيضاء كتبت عليها وتفننت في طرح ( وحي القلم) الذي ألهبته من مشاعرك وألقمته من أحاسيسك , كل الأبجدية التي أثرت عليّ تأثيراً يفوق تأثير المسكر على المدمن عليه ,ومن ثمْ تركتها؛ لتلعب بها عوامل تعرية ( ابتعادك ) , لتُصبح صفراء باهتة الحروف من أثر زوال بريق حبر الأمس عنها. كم هو مؤلم أن تتحدث عني بصيغة من ( كانت), فهل تركت في قلبك آثاراً؟ من الممكن أن تُزار من عشاق السياحة الصيفية ( روحك فكرك ووجدانك )أطلال تٌشير عليها ببنانك الذي كنت في يوم من الأيام على أطرافه !!. لم أعلم بأن – للفعل- قسوة .ولآثاره تعذيباً يكاد يضارع التعذيب الجسدي فعلاً وتأثيراً وبالتالي يكون له المٌ وعذابٌ , وجراحٌ من الصعب مداواتها ومدارات ندوبها , والسجن الذي حصرت نفسي بين قضبانه ( بيدي لا بيد عمرو) ؛ حتى كنت وما زلت برغم كل شيء كل الأفعال الثلاثة ( مضارع وأمر وماضٍ ). اللوم لا يقع على عاتقك أنت ؛ فأنت بريء من دمائي التي أُريقت وكرامتي التي أُهدرت ( كبراءة الذئب من دمِ يوسف ) ولكنه يقع على خيالي ( الذي صورك لي كفارسٍ وسلطان )والذي أوصلني على صهوة جواد عربي أصيل على أبواب مدينتك فطمعت في كرم قلبك طمعاً أشعرني بالتخمة مع أنني ما زلت في بداية – اللقمة – التي قد توصلني إلى الشبع أو قد تظلّ ( لا تسمن ولا تغني من جوع ) . أخذتني تلك الديمة من ابتسامتك العذبة التي لا تفارق شفاهك ؛ فتوزعها على الكل بدون استثناء ؛ فحسبت أنني قد علوتها؛ واعتقدت أن مطرها سيكون لي وحدي دون سواي . في أوقات كثيرة لا نحسن حرث الأرض لأن وقت زرعها لم يئن بعد, وبالتالي يكون الزرع ضعيفاً فيجب قلعه على ضعفه ؛ هكذا أنا نبتة زُرعت على أرضك في موسم غير الموسم , وأصبحت من جراء ذلك فعلاً ماضياً بلا حاضر. وحاضراً بلا مستقبل . تائة في زمن كان . شريدة الآن . وكسيرة القلب غداً .