أنثَاك مُخضّبة بالوَفاء ، تَرتسِم الحَياةُ عَلى شِفاهها ، لا تدلّ للموتِ طَريقاً . .
ولا تَتركُ للذبولِ سَبيلاً ، مُتمرّغة في العُطور ، ومتمرّدة في الأحلامِ والأمنِيات !
.
سُؤال إحدَاهنّ المَجنُون استَوقَفني كَثِيراً :
مَاجَدوى مَحبّتك لِي ’ وأنتَ تؤذِيني !
لَيتني أخبَرتُك بِأنّي مَاكنتُ يوماً أحتاجُ أن أتمسّك بِعصفُورٍ بَين يَديّ !
حَتّى لا يَضِيع مَع عَصافِير الشجَرة !
فَقد كَانتِ العَشرة عَصافِير بَينَ يديّ ،
إلا أنّ قلبي فَوقَ الشجَرة !
كَم كنتُ أنتظر المَزيد مِن رَسائِلك / أتنَصتُ خَلف أبوَابِ غِيابكْ
وأبحثُ عنكَ في جيوبِ انتظَاريْ . .
ولأنّني أثقُ بك كثيراً . . كنتُ كطفلةٍ تزمّ شفتيها بامتعَاض ،
تَصرخُ فِي ضَجرْ . .
" سَاعِي البَريد :
كذّااب ! "
سَاعيْ البرِيد ،
يَحمِل بينَ يديهِ الأرَق / وليسَ الوَرق !
يَسرقُ بَعض الرسَائل !
يزيّف بعض الكَلمات !
يمسَح العَناوين ، والبَصمَات ، وَيُزيلُ رَائحة العطُور ،!
وتَذبلُ الأزهَار بَين يَديهِ قَبل أن تَصِلْ !
لـ كبرياء الصّمت وللصّوتِ المتمرد بداخلي ،
الذي يَأبى الخُروج ،
فالحرُوف والمشَاعر تَموت حِين تُقال . .
" لا يَجمَع الله عُسرين عَلى مُؤمِن "
" لا يَجمَع الله عُسرين عَلى مُؤمِن " ..!