عرض مشاركة واحدة
قديم 31/05/2007, 11:50 AM   #101
إيناس الطاهر
روح المـطر
 
الصورة الرمزية إيناس الطاهر
افتراضي


غرورةٌ هي تلك النفس ، تستعلي ، وتظن أنها ترتقي ، ودون ان تتقي تسقط في درك الوهم ودون أن تدري ، تصاب بالخيبة !!!

ما لي ونفسي ، أهذبها فأعذبها
أربيها فأزيدها غيّاً وجلافة
يقال أن النساء ، ذوات طبع ناعم في الطبيعة ، مجبولات على الحلم والعاطفة ، تكوينهن يمنحهن حرارةً ما تفتأ تنام حتى تفيق ، وكأنّهن بتلك العواطف الجياشة داخلهن ، يخلقن كوناً من نسيج متلاحم للإنسانية ، وكأنهن يبنين ما قد تعجز عنه أفكار أعظم مهندسي هذا الزمان

هكذا يقال ، ولكن أين الحقيقة من كلّ ذلك ؟؟؟
هل يجوز لي أن أمنح التعميم من وضع تخصيص لحالي ؟ أم أنني مجبرة على جعلي فأر تجارب ، وإعطاء النتيجة التطبيقية على حالي ، وكأنني كائن مستقل عن كلّ النساء ، لا علاقة له بهنّ ، غريبٌ عنهن ، وعن احتياجاتهن وعواطفهن ، ومشاعرهن ، وحتى تمردّهن !!!!

تارةً يأخذني الحنين للكلمة ، فأولد بكلمة ، وأعشق كلمة ، وأبكي من كلمة
وتارةً يلين جدار الوهم عند الخلائق وقلبي ما لان أو هان أو مارس فنّ الحنان !!!!

هل حين نحتاج للعاطفة نضعف ؟؟
وهل حين نستغني عنها نضعف ؟؟
أنا قبل أم عاطفتي ؟؟؟
مشاعري أم نفسي ؟؟؟

هل تلك الياء الملحوقة بكل كلمة ، ذلك الضمير المتصل شكلاً ، المنفصل معناً ، المستتر شعوراً ، العائد عليّ دون إرادةٍ مني ، يجعلني قويةً ظاهراً ، وضعيفةً من أعماقي ؟؟ أم هو العكس تماماً ؟؟؟؟

حين كنتُ صغيرةً ، كانت مشاعري فاترة من كلّ شيء ، من أيّ عاطفة ، لم يكن يثير اهتمامي معنى العائلة ، أو معنى البشرية ، كانت الأنا عندي ، مترفةً ، مغرورةً ، وربما هذا حالنا حين كنّا صغاراً ، نجد من يدارينا ، يعاقبنا ثم يعود لمراضاتنا ، لحتى نظن في وهلة أنّ الكبار يقعون بين إصبعين من أصابع ضغوطنا عليهم ، إصبع البكاء ، وإصبع الرياء ، ليصبح بعد ذلك ما نريده في كنف ( كن فـ يكون )

اليوم ، انا أكبر ، أكثر نضوجاً ، لكنني أقل خبرة
تلك الأساليب والدهاليز التي كنتُ أتقن فنونها في صغري ، حين لم أعقل ، أمست في ليلة دكناء غريبة عني ، أحاول تعلّمها فتنأى عني ، لحتى ما عاد يجدي البكاء ، ولا التوسل ، ولا حتى ممارسة عقاب الذات ، حتى الرياء ، صار ممقوتاً تصرفاً ومنهجاً
هل حين نكبر ، يضعف السحر فينا ؟؟ أم هي المهلة المعطاةُ لنا من الحياة حتى نتشبث بها ، ونتمسك بأذيالها ، فإذا ما حصّلت منّا مبتغاها تركتنا ومعتركها ، في نصف المحيط ، لا نحن حصّلنا الشاطيء ، ولا نحن استطعنا تجاوز الأعاصير والعواصف !!!!

ربما أكون نادمةً على أنني كبرت ، وربما اكون حزينةً لأجل ذلك
فكأننا كلما زاد العمر بنا ، تزيد إرهاصات الدنيا وضغوطات النفس ، فنعجز صدقاً عن مواكبة رغباتنا ومعادلتها بالإمكانيات المتاحة لذلك !!!

أظنني أفضل حالاً من كثيرين غيري ، فأنا املك القدرة على التعبير عمّا أحس وأشعر ، في حين يعجز الكثير عن التعبير عمّا يعتلج فكره ويؤرق روحه
لكن حتى تلك الميزة تكاد تخنقني ، تكاد تحاصرني وتضيّق الخناق علي ، فهي ، تجعلني سلعةً لمشاعري ، غير قادرةً على دبلجتها إلا وفق الصفحة وكيف يريد الترتيب و حرفنة الأدب

كم تتملكني الرغبة بأن أكون متسولةً تستجدي القلوب علّها تظفر بأحد الحسنيين ، وربما أريد أن اكون كتلك البليدة التي لا تتحرك فيها ذرّة مشاعر وإن قامت القيامة على من تحب

للحظة ، احب النذالة ، أحب الجور ، وأعشق النيجاتيف من كل شيء ، ربما لأن الأصل لم يسعفني ، وربما لأن العدل لم ينصفني ، وربما لأنني من الذين يعانون قلّة الرضا ، فلا هم يقبلون الواقع كيف هو ، ولا هم يرتضون الصمت على ما هم فيه

مهلاً ، هل اعتراضي على واقعي يعني أنني على أبواب الكفر ؟؟؟
لا وربي ، لست يا إلهي أعترض على القدر ، ولا على مجرى ما أحيا ، لكنني أريد البوح ، التنفس ، أريد ان افهم ، صدقاً أحتاج لأن أفهم الكثير عن كل شيء

ما هي الحياة ؟؟ ومن هم نحن ؟؟
ماذا نريد ، عن ماذا نبحث ؟؟ إلى أين نريد قطار الحياة كي يأخذنا
هل نرضى إن حصّلنا الأفضل ؟ وهل الأفضل يكمن في تحصيل الأكثر ؟؟؟

غني ، فقير
ظالم ، مظلوم
أبيض ، اسود
مؤمن ، كافر
ليل ، نهار
لمَ كلّ تلك المتضادات ؟؟؟ ولمَ كلُّ التعقيدات
هو ذاته القالب ، جسد فيه وجه وصدر وساقان
وفي الوجه فمٌّ وانفٌ وأذنانِ وعينان
وفي الصدر قلبٌ بأربع حجرات
وفي الساقين أصابع وأعصاب
ذات التركيب ، فلمَ كلّ ذلك التعقيد ؟؟ لمَ هي تفكر بشكل وأنا بشكل ؟؟ ولمَ هو غني وذاك فقير ؟؟ ولمَ هذا طيب وذاك شرير ؟؟
لماذا يفكر هؤلاء بقلوبهم ويفكر غيرهم بالعقول ؟؟ ولماذا ينام البعض ولا يحمل عبأ حياة ولا ينام آخرين رغم سهولات الحياة ؟؟؟

لماذا أنا إيناس ولم آنَس بذاتي بعد ؟ وكيف آنَس غيري بي ولم أعرف نفسي بعد ؟!! ، لماذا اليوم أنا حزينة وفي الأمس غاضبة وفي الغد انتظر المجهول ؟؟

من أعاقب ؟؟ ومن أجازي ؟؟ .. ومن أنتظر ؟؟؟
لماذا ؟؟؟
يا ربي كم أحتاج لإجابة !!!



توقيع :  إيناس الطاهر

 

إيناس الطاهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس