عرض مشاركة واحدة
قديم 29/05/2007, 03:30 PM   #99
إيناس الطاهر
روح المـطر
 
الصورة الرمزية إيناس الطاهر
افتراضي

أحتاجُ أنْ أتنفسَ بقوّةٍ
قوةٌ تُخرجُ روحي من بين طرقاتِ قلبي
وتسحبُ انفاسي من رئتيَّ دون رحمةٍ
أريد أن أمارسَ سادّيةً تعذيبيةً على خلايا نفسي
تقتلها ولا تحييها
تدميها ولا تشفيها
تجرحها دون أن تداويها
أريد ان اخونني الف مرّة ، واطعن ظهري بخنجر الثقة المسموم على أمان
لأستسقي الأوردةَ نبضاً فتبخل بالعطاء ، ولا أجد ملاذاً سوى القهر وانحباس الدموع
لألعن النور ألف ميلاد ، وأهرب للظلام
خفاشٌّ ظلومٌ مكفهّرُ الأحداقِ ، مستشرٌّ على جَورٍ وبهتانٍ
خشوعه كفرٌ ، وإيمانه إلحاد ، ويقينه أساس الخراب
كدراكولا على دماء البشرية تحيا ، تهرب من النور ، وتكبر بالشرَه الأعظم للدماء
كانت مشاعري نحوي ، أستزيدها تعذيباً فتتلو على أسماعي طلاسماً من الجان ، في حجابٍ من رذيلة الأفعال نُسجَ وحيكَ ما فيه على غضب ، لترتوي من رمدانة العيون قبور ،
وتستعيذ من الشرور سطور ، وتلتهم من الخير جذور ، ولا تحيا أرض على صلب الأفكار ،
إلا تلك المولودة من خطيئة النشوة ، ونشوة الجريمة ، وجريمة الاغتصاب عهراً وتكفيراً

مبتورةُ الساعدِ على غير هداً أرثي لحالي فأهجوني
وأحزن لطبعي فأقتلني
وأستلذُّ جرحي ، وأستزيدُ قرحي ، وأصلبُ كل نور على بوابات جهنم المنسوجة في عينين أقسمتا ألا تناما قبل أن تغدران الخير وتستبيحان المحرمات ويهان عند ناظريهما كل مكرّم من منطق

سحقاً له من فكر ذاك الذي يبقى صريعاً على صفحات لم تنطق
وإن نطقت لم تُسمع ، وإن أسمعت لم تحرّك ساكناً ، وإن حركت فغير دبيب نمل يمرّ على سهل ما اقامت الخطى

إن القلوب المنحوتة من الصخر لا تلين إلا بالنقر على رؤوسها ، ولا تترطّب إلا بالحفر على رأسها ، ولا تستنشق الشرف إلا من دموع المثكلين المترفين بالالم ، فنحن أبناء الخطيئة ، شئنا ام أبينا ،
قبلنا أم رفضنا ، نحن والذل على ميعاد ما لم نستقي من دماء بعض ، ونجعل ذوينا سلّم طموحنا
وأساس عليائنا ، ورفعة مساعينا

الغاية تبرر الوسيلة ، هكذا نطق بها الزمان وأمنتها الآذان ، وسحقت من دونها الآراء
لا يعلو إلا الخائن ، ولا يرتقي إلا الحاقد ، ولا تنقص في المرء خصلة نور إلا
وزادت في ميزانه الخيرات ، لتبصق الطرقات كل شريف عفيف ، تعاقبه بالإهمال ،
وتجازيه بالنكران ، وتقتله بالهوان ، وتتركه لنسور البشر ينهشون لحمه دون شبع ،
كلما نقص من بعضه جزء تعفن ، وكلما تعفن تزينت الدنيا وازدادت شباباً

بخساً أثمان من تدافعوا نحو حمى الوطيس لإبقاء كل ماردٍ ، وعاهرٍ ، وكافرٍ وجاحدٍ يستلَّ
سيف الظلم ألف موعد مع كلِّ مسكين لا حول له ولا قوة

بئساً لكل شهيدٍ دفع روحه لوطن لا يراعي الحرمات ، وينتهك المحرّمات ،
ويستغلُّ الممكنات ليصنع للسلطان عرشاً من عظام المساكين

يا ايتها المؤودة افيقي ، وخبريهم عن ذنبك
فحين في الأرضِ دفنتِ كان تكفير الذنب صكَّ غفران
ويلوح من بعيد الأفق ، غراب ، ينعق بالخراب ، ويجثو فوق إصبع السلطان ، يعلن الولاء
وتضيع أمةٌ ، ذنبها أنها لم تولد حين وقعوا الهدنة والبيعة للشيطان
ولم تقبض نسبة الأرباح ، تلك التي ذهبت لجيب الخزي والعار
ويبقى في الفيفاء عراةً ، حولهم الثياب ، وفوقهم الذباب ، وتحتهم السراب ، ولا ينفع لعوراتهم المكشوفة
إلا القتل والإرهاب
توقيع :  إيناس الطاهر

 

إيناس الطاهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس