[فريد حسن]

أحتاج لدفئك أخفيني
عن عين وشاة
قد نفثوا أنفاس جليد في رئتي
نقشوا عنواني في حانات الحب المشبوهْ
وشتائي جمّد أوتاري
وتقاطر صمتا قيثاري
وشفاهي قد خيطت بخيوط سُلت من كفني
وأُوَاري يُلهبُ جدران القلب المحمومْ
حيث الآهات الموؤودة
ما عادت ممدودة
ما أقسى أن تغتال الصرخة في صدر
يتساقط حزنا
ما أقسى كتم الآهة والدمعة
وتداس اللهفة واللوعة
أن تخفى الصفعة بالصفعة
ويكون الصافع ذا قربى
أخفيني
ضاق القلب بما يلقى
عن عين فراشات غرقى
عن عين وشاة الحقل اليكتب قصتنا
في رعشة جلدك ذاك المعجون بعشق الله
وعشقي



مازالت عينك تغريني
يفضحني عطرك إن أدنو
يعرفني الواشي إذ أذكو
بجوار ورودك يا أنثى اختزلت
حواء العالم في أنثى
يفضحني قطري ورذاذي
إن ألمس ميسم زهراتك
لا شيء سواك سيحكيني
لا لون يشكل قطراتي
فدعي ألوانك تملؤها
لا عطر سيذكو في قَطْري


إلا أنفاسك يا سحرا
يجعلني فجرا
بل صبحا يتنفسُ
أخفيني
في القلب إذا نبضا
أخفيني نقشا دافنشي الدهشة
في قلب صوفي العشق
دعيني مابين الخفقة والخفقة
ما بين الدفقة والدفقة
أخفيني
لونا عاجيّا ببياض عيونك يا عيني
فسواد عيونك يكشفني
قد جئتك روحُ على قدر
كي أُصنَع تمثالا بوذيّا
في بهو مسحات العشق الأنقى
أخفيني خطا في كفك
خطا وهميا عند خطوط العقل لأبقى
سرا يعجز عرافات الحب
ولا تبقي أثري فوق فناجينك
قهوتك المرة تكشفني
أخفيني
ياذات الحرف المغموس بأوجاعي
اللون الأحمر عرّاني
فدعيني حبرا سريا
وشفاهك تلك التوتية
تكتب عنوانا وهوية
هل عندك لون فضيٌّ
يجعلني فيها مستترا
أخفيني آثاري
في ثغرك خمر
والنكهة سكرى وندية
أخفيني صعب إخفائي
فخلايا جسمك ترسمني
تعرضني لوحة مجنون
يتأبط فيها امرأة
في الحب الأسمى غجرية
دُسّيني في خصلة شَعر خمريّة


تتدلى فوق جبين أسنى من بدر
في جفن عيون كسلى
في رفّة رمش وطفى
أخفيني في عقد الشال الملتاث على شعرك
عن عين نساء القصر
وعن حسادك عن أنف كلاب الحي
إن كنت أردت سماع النبض بلا خوف
أخفيني
فكلاب الحيّ تطاردني
وعطورك تملؤ أنفاسي
والبوم الساهر يتبعني
وضياؤك يسكن خطواتي
والآتي
عزف منفرد عاتي
بوح مجنون منطلق
لا شيء سيوقف إعصاري
لا خوف سيسكن أوتاري
يا لثغة عشق تسري
في بحّة آهة قيثاري

شدّي الأوتار بقيثاري
لن تقطع
شدّي الأوتارا
تحتدّ النبرة في حرفي
لا يحلو اللحن إذا أرخى
بل تحلو الهمسة إن ثارا
وجنون البوح إذا طاشت
رعشاتي وردا ونثارا
شدّي الأوتار ولا تخشي
صبي في كأساتي نارا
زيدي في الآه أوارا
لاتخشي شدّي ساحرتي
بالدهشة تعزف أوتاري
لاشيء سيسكن قيثاري
إلا أنفاسك
أنت وأوتاري