الموضوع: دعوني وشأني ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 11/04/2010, 03:48 PM   #47
ماجد عبد الرحمن
شـاعـر
 
الصورة الرمزية ماجد عبد الرحمن
افتراضي



في القبو نزلتُ أنا وصديقي ..

كنتُ أريدُ الثأرَ من الفأر الجائع ..

لكنّ صديقي حذرني قائلاً :

إنّ أسنانهُ حادة ٌ كـ مزاج ِ المشرفة ..!

لكنني طمأنتهُ بـ أني معتادٌ على أمور ٍ كـ هذه ..

أخذنا في السير قـُدُماً نحوَ الباب ..

يا الله ؛ كم كانَ صوتُ البابِ موجعاً ..

وكُوّتـُهُ تئنّ ..!

وكـ أنّ صوتاً خلفَ البابِ يَصدُرُ من القبو ..

سرنا على رؤوس ِ أصابعنا ..

كـ من يحملهم عملاقٌ :

ولا تلمسُ الأرضَ إلا أصابعَ أقدامهم ..!

وهناكَ تجلى الشيءُ الضخم ..

الذي اعتدلَ واقفاً ..

يملأ الفروُ جسدَهُ تماماً ..

وأخذ يقرضُ آذاننا بـ كلماته :

من أنتم ..؟

في الحقيقةِ لم أكن خائفاً من ضخامته ..

بل كنتُ خائفاً من صوتهِ فقط ..

صوتهُ يتدحرجُ من حنجرة الجوع ..

صوتهُ كـ أحمق ٍ يحملُ سكيناً ؛ لا بدّ أن تخاف ..!

أجبتُ الفأرَ الجائع :

لـ ماذا عضَضْتَ يدَ صديقي ..؟

فـ قهقهَ كثيراً ؛ وارتمى أرضاً من شدةِ الضحك ..

حينها لم أتمالك نفسي ..

وأخرجتُ أصبعي الأخضرَ ورحتُ أطعنهُ في قلبه ..

أطعنهُ في رئته ..

وبـ لمح ِ البصر وجدتـُني أطيرُ في الهواء ..

صفعتهُ مؤلمة ..!

كانَ صديقي يبكي كثيراً ..

ويصرخُ لـ الفأر :

سـ تقتلكَ أمي ؛ سـ تقتلكَ أمي ..

لم يكترث الفأرُ لـ ما قالَ الصبيّ ..

وانحنى - فاتحاً فكّيْهِ - نحوي ..

في تلكَ الأثناء ؛ كـ أنّ يداً :

كـ يدِ امرأةٍ اعتنت بي في غيابِ المشرفةِ سحبتني ..

ثمّ صديقي كـ ذلكَ تِباعاً سُحِبْ ..

فتحتُ عينيّ فـ وَجدْتـُني قربَ الشجرةِ العجوز ..

كانت تهتزّ ..

تهتزّ كثيراً أمامنا ..

وكـ أنّ جذورها تتحركُ في الأرض ..

وكانت تنقبضُ إلى الأعلى ..

وتندفعُ إلى الأسفل ..

ويصدرُ صوتٌ مزعجٌ جرّاءَ ذلك ..

الشجرة ُ العجوزُ تلد ..!

- هذا ما قالهُ صديقي -

لكنني قلتُ :

الشجرة ُ العجوزُ تقاتل ..

وما أن أنهيتُ حديثي ..

حتى سكنت الشجرة ُ عن الحراك ..

وارتختْ إلى الأمام ..

وظهرَ الدمُ من حفرةٍ قربَ الشجرة ..

ومعهُ فروٌ قليل ..!


توقيع :  ماجد عبد الرحمن

 





..[ يا أيّها الذينَ آمنوا إنْ جاءَكُمْ فاسقٌ بنبإٍ فتبيّنوا أنْ تصيبُوا قوماً بجَهالةٍ فتصبحُوا على ما فعلتمْ نادمينْ ]..

ماجد عبد الرحمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس