الموضوع: دعوني وشأني ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06/04/2010, 02:16 AM   #36
ماجد عبد الرحمن
شـاعـر
 
الصورة الرمزية ماجد عبد الرحمن
افتراضي



الطفلُ النائمُ قربي جديدٌ على هذا المكان ..

أتذكرُ كيفَ أتى مساءً ..

وكيفَ استقبلتهُ المشرفة ُ بـ ابتسامةٍ وأخذت تلاعبه ..

وأنا في نفسي أقول :

سـ تتمنى أيها الجديدُ أن يُصبحَ أنفها طويلاً ..!

والمرأة ُ التي أحضرتهُ كانت غريبة ..

فـ كلماتها لم تتعدى كلماتِ رجل ٍ يُسلمُ بضاعة :

هذا هوَ ..!

كيفَ " هذا هوَ " ..؟

في اليوم التالي عندما أفقنا ..

أخذتُ أرتبُ غطائي القصير ..

وما زالَ الولدُ نائماً ..

كنتُ أريدُ إيقاظهُ لكني قلتُ في نفسي :

دعهُ يأخذ ُ درساً ولا يحتاجُ بعدها إليّ ..!

ولم يُكملْ ضميري - الذي لا يريدُ أن يؤذى هذا الصغيرُ - كلامهُ :

حتى أتت المشرفة ُ بـ قش التنظيف ..

الذي سقط َ عامودياً على رأسه ..!

فز ذلكَ الطفلُ خائفاً ..

وأشارتْ إليهِ بـ يدٍ ثابتةٍ كـ فزاعةِ حقل ..

هذا يعني إلى الحمّام ..!



عوّضتُ صديقي الجديدَ عن هذا الألم ..

ورتبتُ عنهُ غطاءه ..

لكنّ هذا الأمر لم يُعجب المشرفة ..

فـ قالت :

لا وجبة َ إفطار ٍ لكَ هذا اليوم ..!

لا يهمّ ..

فـ أنا منذ ثلاثةِ أسابيعَ لم أتناولْ وجبة َ الإفطار ..!





خرجتُ الآنَ إلى الفناء الأماميّ ..

هذا الفناءُ الذي سقط َ بهِ رجلٌ أسود ..

كانَ يضربهُ ربّ عملهِ بـ قسوة ..

ولم يتجرأ أحدٌ على إفلاتهِ منه ..

فـ الأمرُ طبيعيّ في هذهِ الأنحاء ..!


صديقي ليسَ أسوداً ..

وإلا لـ ما أتى إلى الميتم ..

هذا الأمرُ الوحيدُ الذي يُفرحني ..!




شعرتُ بـ صوتِ أحدهم خلفي ..

وحينَ التفتّ ُ وجدتُ الطفلَ وبـ يدهِ قطعة ُ خبز ..

كنتُ حليقَ الشعر ِ حينها ..

أما هوَ :

فـ شعرهُ كثيفٌ كـ [ مشروع ِ غوريلا ] فاشل ..!

ضحكتُ كثيراً عندما رأيته ..

لكنهُ مدّ بـ يدهِ التي تحملُ الخبز ؛ وقال :

هذا لـ إفطاركْ ..

حينها دُهشت ..

صوتهُ يشبهُ تماماً صوتَ [ الفراولة ] ..!

توقيع :  ماجد عبد الرحمن

 





..[ يا أيّها الذينَ آمنوا إنْ جاءَكُمْ فاسقٌ بنبإٍ فتبيّنوا أنْ تصيبُوا قوماً بجَهالةٍ فتصبحُوا على ما فعلتمْ نادمينْ ]..

ماجد عبد الرحمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس