من قالَ أنّ التاريخَ يُعيدُ نفسه ..؟
إن كانَ هذا صحيحاً :
فـ من أينَ جاءَ الميتم ..
لم يكن في التاريخ ِ ميتمٌ من قبل ..
لم يكُن هناكَ ملبّسٌ مسروق ..
ولا امرأة ٌ نصفُ خرساء ..!
اللونُ الأخضرُ يُعجبني ..
حينَ مررتُ على بائع ِ خضار ٍ في السوق ..
أ ُعجبْتُ بـ أصابعَ خضراءَ جميلة ..
وقفتُ مندهشاً من لينها ..
ومن دقةِ أطرافها كـ إبرةِ عملاق ..!
وقلتُ :
أصابعُ من هذه ..؟
ضحكَ البائعُ الذي أعطاني واحدة ً منها ؛ وقال :
فقط ضعها في الماءِ حتى تنضج ..!
لم أصدق نفسي ..
الهدايا لم أعرفها منذ زمن ..
منذ سنتين ِ ونصف من زيارةِ صاحبي القديم ..
ذهبتُ إلى الميتم ..
وأنا أخبئُ أصبعَ أحدهم في جيبي ..
كنتُ مطمئناً ؛ فـ لا توجدُ أناملٌ في هذا العالم [ تـُشرق ] ..!
وصلتُ وفتحتُ البابَ وخلعتُ نعليّ وغسلتُ وجهي ..
يا الله ؛ كلّ هذهِ الأفعالُ دفعة ً واحدة ؛ أمرٌ مؤسف ..
وحينَ انتهيتُ من هذا كله ..
أخرجتُ الأصبعَ وربطتهُ في يدي ..
في بدايةِ الأمر احترت :
فـ هوَ أطولُ من جميع ِ أصابعي لو رصَصْتها فوقَ بعضها ..!
لكنني اخترتُ المكانَ المناسبَ لهُ تماماً ..
أعلى الوريد في ظهر كفي الأيمن ..
كانَ جميلاً ..
أصبعٌ لا يتحدثُ بـ [ أظافرَ ] أطول من اللازم ..!
فجأة ً ؛ تذكرتُ ما قالهُ البائع ..
وذهبتُ لـ إحضار ِ دلو ماء ..
ووضعتُ يدي فيهِ لـ نهار ٍ كامل ..
وحينَ تعبت ..
أغمضتُ عينيّ ..
" أنا لا أريدُ أن أرى فروعاً تخرجُ من يدي " ..
ولا أريدُ أن تطولَ يدي أكثر ..
أنا أوبّخُ نفسي حينَ تذكرتُ كلامَ البائع ِ وَ نسيتُ كلامَ المشرفة :
" الماءُ الذي تسكبهُ عليكَ تشربهُ قدماك
لكنكَ كـ شجرةٍ متعفنةٍ لا تنضجُ ولا تكبر "
وأهجسُ :
ماذا لو فشلتْ قدميّ في شربِ الماء ..
ونجحتْ في ذلكَ يدي ..!