أصبحَ الثلجُ يملأ المكان ..
كانَ الخروجُ في الشتاءِ صعباً ..
لا أملكُ حذاءً مرتفعاً كـ ما يملكهُ طفلُ المشرفة ..
- الآنَ فقط عرفتُ من هوَ -
الشتاءُ كانَ جميلاً بـ النسبةِ لي ..
فـ حينما أتكلمُ أشعرُ وكـ أني تنينٌ بارد ..
يُخرجُ الدخانَ من صدرهِ تلقائياً ..
لكنني كنتُ أخشى أن يحترقَ داخلي ..
وكانَ الأمرُ غريباً تلكَ الأيام ..
فـ في الصيفِ وحينَ كانت الشمسُ تبللُ وجوهَ الأطفال ..
لم يكن لزاماً عليّ الاستحمامُ يومياً ..
بـ الرغم من أنّ المشرفة َ كانت تقول :
" الماءُ الذي تسكبهُ عليكَ تشربهُ قدماك ..
لكنكَ كـ شجرةٍ متعفنةٍ لا تنضجُ ولا تكبر " ..!
وفي الشتاءِ كنتُ أجتهدُ يومياً لـ أخذِ حمام ٍ دافئ ..
هذا على الأقلّ ما كانَ يُنسيني وجبة َ الغداءِ الناقصة ..
وفي يوم ٍ ارتفعتْ حرارتي ..
وأيقنتُ أنني أحترق ..
وكنتُ أتمنى ألا [ أ ُشرقَ ] كـ صبيّ الحيّ ..
وبّختني المشرفة ُ كثيراً ..
فـ هيَ لا تريدُ أن تسهرَ في الميتم ..
ولا أعرفُ لـ ماذا أيضاً ..
الذي يهمني الآنَ :
هوَ ألا أ ُشرقَ كـ صبيّ الحي ..
أو أن يتهامسَ الأطفالُ عليّ إذا مررتُ من أمامهم ..
بعدَ أيام ٍ أصبحتُ طبيعياً ..
وكـ العادةِ بدأتُ أقيسُ طولَ ساقيّ ..
وأجربُ صوتي في غناء :
لا لا ؛ لا لا لا لااااااااااااا ..!